أخبارفي الصميم

تبون.. أسطورة الوعود الزائفة في الجزائر

في مشهد يتكرر كل خمس سنوات، وقف عبدالمجيد تبون ليؤدي اليمين الدستورية وكأنه بطل فيلم يحقق انتصارات عظيمة. ولكن بدلاً من التصفيق، يتساءل الجميع: هل سمعتم بوعوده السابقة؟

في خطابه، وعد بتأمين 450 ألف وظيفة وبناء مليوني شقة، وكأن الجزائر تعيش في عالم من الفراشات الملونة وليس في واقع يئن تحت وطأة الأزمات. يبدو أن تبون نسي أن الكثير من المواطنين لا يطلبون من الحياة أكثر من القدرة على تأمين لقمة العيش، لكن هنا هو، يعدهم بأشياء تبدو وكأنها مستخرجة من رواية خيالية.

وهو يتحدث عن “حوار وطني مفتوح”، بينما يعرف الجميع أن الأبواب موصدة أمام الأصوات المعارضة. الجزائر ليست بحاجة إلى حوارات تتردد أصداؤها في الفراغ، بل إلى أفعال حقيقية. لكن في زمن تبون، يبدو أن الشعارات لا تنتهي، كما لا تنتهي قائمة الشكاوى من البطالة والفقر.

أما بشأن الوعد بالاكتفاء الذاتي من القمح، فإن الكثير من الجزائريين يعرفون أن الخبز بات كالكنز، والبحث عنه يُشبه رحلة في عالم مغامرات، فهل يعقل أن يتحدث عن وقف الواردات بينما المواطنون يقفون في طوابير أمام المخابز؟

وفي ختام كلمته، دعا تبون إلى “تجسيد الديمقراطية الحقيقية”، وكأنهم لم يسمعوا ذلك من قبل. تبون ليس سوى لاعب في مسرحية لم يُكتب لها النجاح، والجمهور لم يعد يصدّق العروض الزائفة.

باختصار، لقد حان الوقت للجزائريين ليتساءلوا: ماذا تحقق من وعود تبون؟ يبدو أن الأسطورة الوحيدة التي يعيشونها هي “أسطورة الوعود الزائفة” التي ستظل تتكرر، بينما المواطنون يتطلعون إلى فجر جديد قد لا يأتي أبداً.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button