أخبارالرئيسيةالناس و الحياة

التعطيل

التعطيل في حياتنا اليومية عكسه التسخير؛ تجد شخص كل شيء ميسر له بحياته ومسخر له .لايحتاج لأن يبذل مجهودا أو طاقة جسمانية وروحية ليتحقق له ما يريده . نسمع كثيرا بهذه الفئات المباركة من الناس.

اليوم نتحدث عن التعطيل وتوقيف كل شيء بالحياة، لا شيء يتحقق كل شيء معلق . حيث نسمع لكثير من الناس تشتكي من شدة الحياة وقسوتها . فيقول أحدهم إجتهدت كثيرا لكنني لم أستطع النجاح في الإمتحان ؛أو يقول يتم رفضي دائما في مقابلات العمل؛أو تأخر الإنجاب والزواج والسفر … كل شيء في الحياة مكبل ومعطل .

هذه الأمور حقيقة و واقعية لكن الناس لا تنتبه إلى سبب التعطيل أو حتى لا تبذل مجهودا للبحث عن السبب . إذ يكتفي الكثيرون بمقولة الحظ لا يلعب معي أو قدري مشؤوم . متغافلا عن قوله تعالى ” إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ” صدق الله العظيم .أي الرزق موجود لمن شاء أن يحل عليه . تحضرني في هذا الصدد قصة حصلت لي قبل أشهر مع سيدة ملحدة ؛في جلسة إستشارية لتطوير الجسد المشاعري تحت إشرافي. قالت لي العميلة:

” أناطلبت التغير من الله كثيرا ولم يغيرني وطلبت منه إشارة انه موجود ولم يعطيني أية إشارة، فعلمت أن الله غير موجود والحديث بوجوده لأنه لم يغيرني “.

فضحكت قائلة محزن أمرك حقا .في التغير هناك قاعدة لا بد من تطبيقها لتحقيق النتيجة. الله أمرنا بذلك، وهي قوله تعالى ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “صدق الله العظيم . تغير الواقع مرتبط بتغير الفكر والسلوك والإحساس أيضا.

وهذا يحتاج مراقبة ومرافقة أيضا. ثم في طلب الرزق والعطاء هناك قاعدة لابد من تطبيقها وهي سل تعطى لقوله تعالى “أفمن يجيب المضطر إذا دعاه ” و قوله جل علاه ” أدعوني أستجب لكم ” صدق الله العظيم.

هذا يتعلق بالأخد وعليه بالعودة إلى موضوعنا وهو التعطيل للتخلص منه وفك عقوده؛ لابد من نهج وتطبيق قاعدة التغير التي تحدث عنها سالفا تغير السلوك والفكر . ومن بين الأمور التي لا بد من تغيرها التالي :

  • عدم تعطيل أمور الغير التي بحوزتك ؛من خدمة قدمها للأخر فتتماطل عليها ينعكس ذلك على حياتك . وكذا تأخير الرد على المكالمات والرسائل ؛ تجد أحدهم يتصل بك أو يراسلك لغرض مهم وحضرتك متجاهل للرسالة وللرد فتتركه معلقا وتعلق بالمثل أغراضك..
  • قضاء الديون من الأمور المهمة التي تجلب التعطيل والتأخير .حيث الشخص الذي تكون له المقدرة على سد ديونه فيتماطل عن ذلك يرى أفعاله في حياته .فالخير أن يسرع الإنسان برد الدين وقضاءه لتتيسر أموره.
  • تجنب النميمة والغيبة، أوصنا الله تعالى بالإبتعاد عن أعراض الناس والتجسس عليهم . لكون الغيبة والنميمة والحسد والحقد عبارة عن مجمد للطاقة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” ياكل الحسد الحسنات كما تأكل النار الحطب ” سلوكيات تجمد الطاقات الخيرة ؛من اليسر والخير والمدد ويظل الإنسان في غم وهم وشكوى بسبب هذه الأمور.

السعي في الخير وقضاء أغراض الناس ؛ كلما سعى المرء وإجتهد في خدمة الناس وهب له الله من يخدمه ويجري لخدمته في الدنيا والأخرة .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم” من نفس على أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الأخرة ” والحمد لله يرى المرء سعيه في الدنيا قبل الأخرة .كل ما تسعى فيه يسعى إليك .

العطاء.. اليد العليا خير من اليد السفلى .بقدر ما تعطي تأخر وتيسر لك بالكون .فتجد أمورك تتحقق بيسر .قال سيدنا علي ” ارزاقكم في السماء إستنزلوها بالصدقة ” كلما أعطيت ستأخد .

النظافة.. تلعب دور كبير نجد في منازل الأغنياء واماكنهم دائما تمتاز بالنظافة والترتيب. المال.. لا يحب الاوساخ والفوضى .دائما يميل المال للإنسان النظيف المرتب ..

فإكتناز الاغراض والثياب الغير المستعملة وفوضى الدولاب أو فوضى غرفة السطح المليئة بالأشياء المعطلة كلها تجلب التعطيل . تخلص من الأشياء الرثة القديمة والمعطلة والمكسورة أي شيء لا تستعمله تخلص منه لأنه يجلب التعطيل.

تجنب إرتداء ملابس الأموات والملابس التي تعطى من غير معرفة المصدر كلها تجلب العكس والتعطيل . أغلب الناس تشتري ملابسها من الأسواق المختصة لبيع الملابس المستعملة فتستعملها دون تنظيف وتعقيم الشيء الذي يجعلك تلبس بطاقة تلك الملابس ولا تدري أهي طاقة مال أو مرض او عكوسات ..

وأخيرا علينا أن ننتبه ونراقب تصرفاتنا اليومية وأقوالنا التي نتلفظ بها يوميا . تجد أحدهم يقول سأفعل وأفعل دون أن يذكر إسم الله أو يستعين به فتجد أموره كلها معطلة . وأخر يشكوا قدر الله لغير الله بإستمرار دون أن ينتبه إلى أنه يدمر نفسه بنفسه . قال تعالى “و لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله وآذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي …” صدق الله العظيم ومن هذه الآية نستنتج أن القدر موكل بالمنطق.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button