في تصريح قوي ومباشر، وصف وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي بعض الآراء المتعلقة بالصراع في الشرق الأوسط بكونها “مخدوعة أو ساذجة” في إشارة إلى الاعتقادات التي ترى أن تحقيق السلام يمكن أن يتم دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وجاءت هذه التصريحات في إطار موقف عمان الراسخ من الأزمة الفلسطينية وموقفها الداعم لحل شامل وعادل يستند إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
وفي بيانه الذي نشر على منصة “إكس” أشار البوسعيدي إلى أن “الدفاع التقليدي عن إسرائيل مهما كانت نتائجه لا يعالج جذور المشكلة”. وأوضح أن المواقف السياسية التي تكتفي بانتقاد إيران أو دعم إسرائيل سياسيا وعسكريا لا تسهم في حل الأزمة بل تزيد من تعقيد الوضع.
الوضع الإنساني تحت الاحتلال وتآكل الحقوق الفلسطينية. وأكد الوزير أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتوسيع المستوطنات غير القانونية هو السبب الرئيسي لتفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة. واعتبر أن “حقوق وحياة الفلسطينيين قد تآكلت تدريجيا تحت الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في فرض سياسات التمييز العنصري وهو ما يعيق أي جهود لتحقيق السلام المستدام.
انتقاد المعايير المزدوجة
كما انتقد الوزير العماني أنصار إسرائيل الذين يتحدثون عن القانون الدولي بينما يعيقون تنفيذه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. واعتبر أن هناك ازدواجية واضحة في التعامل مع القانون الدولي،مما يساهم في استمرار الاحتلال وانعدام الأمن في المنطقة.
دعوة لوقف العمليات العسكرية
ودعا بدر بن حمد البوسعيدي إلى ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، مشددا على أهمية التحرك الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والذي يعد العقبة الرئيسية أمام تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
دعم دولي لإقامة دولة فلسطينية
واختتم الوزير العماني تصريحاته بالتأكيد على أن الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، مدعومة من المجتمع الدولي بكل ما يلزم من موارد ومؤسسات. وأشار إلى أن أي محاولات للالتفاف حول هذا الحل سواء بدعم إسرائيل عسكريا أو بمحاولة احتواء إيران، هي مجرد أوهام أو تعمد لتجاهل الحقيقة.
تأتي تصريحات وزير الخارجية العماني في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتوترات متزايدة. وتعد هذه التصريحات جزءا من موقف عمان الثابت تجاه دعم الحقوق الفلسطينية والتأكيد على أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
