Hot eventsأخبارإفريقيا

الجزائر في مفترق الطرق..هل تصبح الضحية أم اللاعب الرئيسي في الصراع الإقليمي؟

الحدث الإفريقي – مصطفى بوريابة

تُعتبر العلاقات الجزائرية المغربية محورًا رئيسيًا في السياسة الإقليمية، حيث تعكس تصرفات الدولتين تناقضًا في الاستراتيجيات والمواقف.

في الفترة الأخيرة، قامت وزارة الخارجية الجزائرية باستدعاء عدد من السفراء الأوروبيين، مما يدل على قلق الجزائر من تزايد الدعم الأوروبي للمغرب. هذا الإجراء يُظهر حرص الجزائر على التأثير في السياسات الخارجية للدول الأوروبية، ويعكس مدى اهتمامها بالمواقف الدولية المتعلقة بالنزاع مع المغرب.

ومن الواضح أن الجزائر تعاني حالة من عدم الارتياح تجاه المواقف الأوروبية، خصوصًا بعد حكم محكمة العدل الأوروبية الذي قد يفتح المجال أمام تعزيز العلاقات بين المغرب والدول الأوروبية؛ حيث تُصر الجزائر على تقديم نفسها كطرف محايد في النزاع، مؤكدًة أنها “المسكينة المظلومة”، وهو ما يمثل محاولة لتعزيز صورتها كداعم للسلام والاستقرار في المنطقة.

و تُظهر هذه الاستراتيجية رغبة الجزائر في إقناع المجتمع الدولي بأنها ليست سببًا رئيسيًا في النزاع الاقليمي حول الصحراء المغربية، بل ضحية للأوضاع.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول العلاقات الأخوية بين الجزائر والمغرب تأتي في إطار محاولات تخفيف حدة التوتر.
ومع ذلك، فإن هذه التصريحات قد لا تُعبر عن الواقع الفعلي للعلاقات بين البلدين. فبالرغم من هذه الدعوات للتعاون، تظل التوترات قائمة، إذ تعكس التصريحات الرسمية الجزائرية قلقها من السياسة المغربية وتوجهاتها الإقليمية.

وفي الوقت نفسه، يستفيد المغرب من علاقات قوية مع العديد من الدول الأوروبية، مما يزيد من قلق الجزائر. لان هذه العلاقات تشكل مصدر دعم للمغرب في مجالات عدة، خاصة في الأمن والهجرة.
ومن الواضح أن الجزائر تراقب هذه الديناميات بحذر، حيث ترفض أي توجهات قد تُعتبر تهديدًا لمصالحها.

كما تستمر الجارة الشرقية “الجزائر” في استخدام الأدوات الدبلوماسية لتعزيز موقفها. وبينما تُعلن عن حيادها، فإن دعمها للجبهة الانفصالية في الصحراء المغربية يبرز تباينًا بين تصريحاتها وممارساتها على الأرض.

ان استمرار الجزائر في اتخاذ مواقف متشددة تجاه الدعم الأوروبي للمغرب، فقد يجلب لها عواقب دبلوماسية تتمثل في زيادة الضغوط الدولية. كما ان محاولة الجزائر الظهور كداعم للحياد في النزاع مع المغرب قد لا يفيدها في النهاية، بل قد تؤدي إلى مزيد من العزلة السياسية.

في ضوء هذه التطورات، يُعتبر الحوار هو الخيار الأفضل لكلا الطرفين. وعلى الرغم من التوترات الحالية، فإن بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة. ومن المهم أن تتبنى الجزائر سياسة أكثر شفافية، مما قد يساعد على تخفيف حدة التوترات وتجنب الصراعات المستقبلية.
كما ان تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب ليس فقط في مصلحة البلدين، بل أيضًا في مصلحة المنطقة ككل، مما يُساهم في تحقيق السلام والتنمية المستدامة لشعوب البلدين وشمال إفريقيا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button