تفتتح الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء انتخابات رئاسية مثيرة للاهتمام على الصعيد الدولي، حيث تتنافس كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي الحالي ومرشحة الحزب الديمقراطي،ضد الرئيس السابق دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري. وتتابع إسبانيا إلى جانب المغرب، هذا الحدث بقلق ملحوظ نظرا لتداعيات نتائج الانتخابات على العلاقات الإقليمية خاصة مع احتمالات عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتأثير ذلك على العلاقة الثلاثية بين واشنطن-مدريد-والرباط.
أثار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعمه لهاريس في مناسبات سابقة،ما يعكس ميله إلى الحفاظ على علاقات دافئة مع الديمقراطيين. ومع ذلك،يعبر العديد من الساسة والإعلاميين الإسبان عن قلقهم بشأن احتمال عودة ترامب الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع المغرب، الأمر الذي قد يدفع نحو تقارب أكبر بين الرباط وواشنطن على حساب مدريد.
و أكدت صحيفة “إل كونفيدينثيال” الإسبانية في تقرير لها نشر اليوم هذه المخاوف،مشيرة إلى أن “عودة ترامب قد تؤدي إلى ميل السياسة الأمريكية لصالح المغرب في قضايا الدفاع والأمن”.
و تتوقع الأوساط الإسبانية أن تعزز عودة ترامب موقف المغرب،خاصة في ظل دعمه السابق للمملكة واعترافه بسيادتها على الصحراء المغربية وتعهده بفتح قنصلية أمريكية في الداخلة.مثل هذه الخطوات تعزز العلاقة بين الرباط وواشنطن وتزيد من حدة المخاوف الإسبانية، خصوصا في ما يتعلق بالقضايا الحدودية والنفوذ الإقليمي.
ومن جهة أخرى،أشار تقرير سابق للمركز الأعلى للدراسات الدفاعية الوطنية (CESEDEN)، التابع لوزارة الدفاع الإسبانية، إلى أن الولايات المتحدة تفضل تعزيز علاقتها مع المغرب باعتباره شريكا إقليميا موثوقا في منطقة البحر الأبيض المتوسط مما يقلل من مركزية إسبانيا في استراتيجيات الدفاع الأمريكية بالمنطقة.
ويوضح الخبير الإسباني خوسي أنطونيو غوربيغي،مدير معهد فرانكلين للدراسات،أن التوازنات قد تتغير بشكل كبير في حالة عودة ترامب خصوصا أن المغرب يتمتع بمكانة استراتيجية لدى واشنطن،ما يجعل أي نزاع محتمل مع إسبانيا ذا حساسية خاصة في ظل التحالف المتنامي بين المغرب والولايات المتحدة.
وبينما ينتظر الإسبان والمغاربة نتائج هذه الانتخابات الحاسمة، يظل السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت عودة ترامب ستعزز التقارب المغربي-الأمريكي على حساب مدريد، وما قد ينجم عن ذلك من تغييرات في المشهد الدبلوماسي الإقليمي.