أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

علاقات ترامب بملوك المغرب: تحالفات استراتيجية وتكريم متبادل عبر العقود

تم تعزيز العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة بشكل مستمر عبر التاريخ ومع مرور الوقت لعبت العلاقات الشخصية بين الرؤساء الأمريكيين وملوك المغرب دورا محوريا في ترسيخ هذه الروابط وتطويرها.من بين هذه العلاقات،تبرز العلاقة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بملوك المغرب، والتي عرفت محطات هامة، بدءا من عهد الملك الراحل الحسن الثاني وصولا إلى عهد الملك محمد السادس.

الملك الراحل الحسن الثاني وترامب: لقاء تاريخي في نيويورك

الراحل الملك الحسن الثاني مع ترامب في نيويورك

في عام 1992،التقى الملك الحسن الثاني بدونالد ترامب في فندق “بلازا” في نيويورك. جاء هذا اللقاء على هامش زيارة الملك الخاصة إلى الولايات المتحدة،وكان فرصة لتعريف المستثمرين الأمريكيين،وعلى رأسهم ترامب، بالإمكانات الاستثمارية الواعدة التي يتمتع بها المغرب.في هذا اللقاء،دعا الملك الحسن الثاني ترامب والمستثمرين الأمريكيين لاستكشاف المغرب كوجهة استثمارية متميزة،مشيرا إلى قربه من الأسواق الأوروبية والتسهيلات المقدمة للأجانب.

الملك محمد السادس وترامب: تحول استراتيجي ودعم غير مسبوق

ومع وصول الملك محمد السادس إلى العرش في عام 1999،بدأت مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الأمريكية، حيث عمل الملك على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والأمنية. ومع انتخاب دونالد ترامب رئيسا في 2017، شهدت العلاقات تطورا كبيرا وصل ذروته في عام 2020 عندما أعلن ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء. كان هذا القرار الأمريكي غير المسبوق دعما قويا لموقف المغرب في قضية الصحراء وأثر بشكل عميق في المشهد الإقليمي.

الملك محمد السادس وولي العهد الأمير مولاي الحسن مع الرئيس ترامب

وسام الاستحقاق ووسام محمدي: تكريم متبادل

وفي خطوة تعكس عمق العلاقات بين الطرفين،منح الرئيس ترامب الملك محمد السادس وسام الاستحقاق الرئاسي،تقديرا لدوره في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة،خصوصا بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل بوساطة أمريكية. في المقابل، كرّم الملك محمد السادس الرئيس ترامب بمنحه الوسام المحمدي،وهو أعلى وسام مغربي، تكريما لمواقفه الداعمة للمغرب ولإسهامه في تعزيز العلاقات الثنائية.

تعاطف الملك مع ترامب بعد محاولة اغتياله

وفي عام 2020، أرسل الملك محمد السادس برقية تعاطف للرئيس ترامب بعد محاولة اغتيال تعرض لها الأخير أثناء تجمع انتخابي. أعرب الملك عن أسفه للهجوم وأدان العنف السياسي، في إشارة إلى متانة العلاقات بين الزعيمين وحرص الملك على دعم استقرار السياسة الأمريكية.

زيارة إيفانكا ترامب إلى المغرب: تعزيز التعاون في التنمية الاجتماعية

في عام 2019،قامت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي،بزيارة المغرب لتعزيز برامج تمكين المرأة ضمن مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة. خلال الزيارة تم توقيع اتفاقيات مهمة لدعم المرأة المغربية في مجالات الزراعة والتجارة، كما استضافت الأميرة للا مريم إيفانكا في قصر الضيافة بالرباط،مما أضفى طابعامميزا على الزيارة التي شهدت تقوية روابط التعاون بين البلدين في مجال تمكين المرأة والتنمية الاجتماعية.

تحديات وتطلعات مستقبلية

رغم الدعم القوي الذي قدمه ترامب للمغرب،فإن العلاقات الأمريكية المغربية تواجه تحديات، خاصة مع تغير الإدارات الأمريكية التي قد تختلف في مواقفها تجاه القضايا الإقليمية مثل الصحراء المغربية. ينتظر من المغرب في المستقبل العمل على تعزيز روابطه الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة بغض النظر عن تغير الرؤساء، مع التركيز على بناء شراكات مستدامة تعود بالنفع على البلدين.

تبقى العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة نموذجا مميزا للشراكات الدولية التي تستند على أسس تاريخية واستراتيجية. وفي ظل التحديات العالمية، يبقى التعاون القائم بين البلدين عنصرا هاما لتعزيز الاستقرار والتعاون في المنطقة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button