Hot eventsأخبارالرئيسيةسياسة

بين عودة ترامب وضرورة إحياء السياسة المغربية.. هل يُنقِذ بنكيران وشباط الجمود السياسي؟

منذ فترة، يلاحظ الكثيرون في المغرب نوعًا من الجمود السياسي الذي أصاب الساحة الوطنية، سواء على مستوى النقاشات السياسية أو حتى في وسائل الإعلام التي تبدو، في كثير من الأحيان، غارقة في قضايا هامشية، ما يساهم في إضعاف الوعي العام حول القضايا الجوهرية.
في الوقت نفسه، عاد دونالد ترامب إلى كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة، وهو ما قد يكون له تأثيرات غير مباشرة على الساحة السياسية في العديد من الدول، بما فيها المغرب.
إن أسلوب ترامب المثير للجدل قد يُعيد تحفيز العديد من النقاشات السياسية حول القومية، الهوية، والسياسات الاقتصادية، الأمر الذي قد يكون له انعكاسات على الوضع السياسي في المغرب أيضًا. في هذا السياق، يتساءل البعض عن ضرورة عودة شخصيات سياسية بارزة داخل المملكة مثل عبد الإله بنكيران وحميد شباط، وذلك باعتبار أن هذه الشخصيات قد تحمل في طياتها القدرة على تحريك المياه الراكدة في الساحة السياسية المغربية.

بنكيران، الذي يعتبر من أبرز وجوه حزب العدالة والتنمية، له شعبية كبيرة بين فئات واسعة من الشعب، فقد شهدت فترة حكمه العديد من الإصلاحات، رغم الانتقادات التي وجهت له من قبل خصومه السياسيين. يعود ذلك إلى أسلوبه المباشر في مواجهة التحديات، فضلاً عن إصراره على تنفيذ بعض الإجراءات التي كانت تعتبر مؤلمة اقتصاديًا.
من جهة أخرى، حميد شباط، الذي لطالما كان معروفًا بخطابه الحاد والمباشر، يبقى شخصية مثيرة للجدل في السياسة المغربية. بالرغم من تراجعه في الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، إلا أن عودته قد تساهم في خلق ديناميكية جديدة، خاصة أنه يمثل فئة من المواطنين الذين يشعرون بالإقصاء والتهميش في سياقات معينة.

لا شك أن عودة هاتين الشخصيتين قد تحدث تأثيرًا ملحوظًا على المشهد السياسي المغربي، إذ يمكن أن تجلب معها تجديدًا في النقاشات حول قضايا مهمة، مثل الفساد، وحقوق المواطنين، والأوضاع الاقتصادية.
وفي حال عودتهما، قد يُحدث ذلك نوعًا من التوازن بين القوى السياسية المختلفة ويعيد توزيع الأدوار داخل الحكومة والبرلمان.
علاوة على ذلك، من الممكن أن يساهم في دفع الأحزاب السياسية الأخرى إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وتجديد نفسها، بما يتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية.

إضافة إلى ذلك، سيكون لعودة بنكيران وشباط تأثير على الإعلام المغربي، الذي يعاني في كثير من الأحيان من نقص في المواضيع السياسية الجادة.
فقد يساهم ظهور هاتين الشخصيتين في خلق نقاشات حيوية على مختلف المنابر الإعلامية، وهو ما قد يعيد التنشيط للحياة الإعلامية ويزيد من تغطية قضايا المواطنين بشكل أوسع وأعمق. كما أن الصحافة، التي تعيش في ظل قلة المواضيع الجذابة والمثيرة، قد تجد نفسها أمام فرصة لتسليط الضوء على قضايا هامة تهم مختلف الفئات الاجتماعية، ما يعزز الشفافية والمساءلة.

وفي ظل ذلك، لا يمكننا تجاهل التأثير المحتمل للعودة المحتملة لهذه الشخصيات في تحفيز الأحزاب السياسية الأخرى على استعادة نشاطها ومراجعة برامجها.
وعلى الرغم من أن البعض قد يرى في عودة بنكيران وشباط مجرد محاولة للتمسك بالماضي، إلا أن الواقع قد يفرض علينا الاعتراف بأن مثل هذه الشخصيات قد تكون قادرة على خلق ديناميكية جديدة تُعيد الحياة إلى الساحة السياسية التي يهيمن عليها الجمود. هذا قد يعني، في نهاية المطاف، إعادة التفكير في شكل المستقبل السياسي للمغرب، وتحفيز الجميع للعمل بشكل أكبر وأعمق من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية داخل المملكة المغربية .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button