أخبارالرئيسيةجهات المملكة

الفنيدق: مدينة على حافة الأمل والتحديات

الحدث الافريقي- الفنيدق-زهير أصدور
هذا الصباح، في زيارة خاطفة إلى الفنيدق، وجدتني أسير بين شوارعها وأزقتها، مدينة تنبض بروح أهلها، لكنّها تعاني تحت وطأة ظروف استثنائية لم تكن في الحسبان. فبعد أن كان قربها من سبتة نقطة قوة اقتصادية، باتت إجراءات الحدود المشددة اليوم تعيق تدفق الحياة فيها. الفنيدق، هذه المدينة الشمالية المتاخمة للبحر المتوسط، تجد نفسها الآن في وضعية صعبة، حيث انعكس توقف التجارة الحدودية على اقتصادها بشكل عميق. ولو استمر الإهمال لهذا الوضع، فإنها مهددة حقاً بالانهيار.
وأثناء مروري، شدّ انتباهي بناء ضخم على الواجهة البحرية، مشروع “السوق الكبير”، ذلك الحلم الذي بدأ في 2018 وتوقف منذ جائحة كورونا. مشروع يحمل توقيع شركة Navarco Immo، وكان من المفترض أن يكون معلماً تجارياً كبيراً يضيف إلى المدينة ما تحتاجه من ديناميكية اقتصادية، فهو يجاور سوق “المسيرة الخضراء”، موطن تجار الجملة والتقسيط، مما يفتح آفاقاً للتجارة والخدمات.
لكن هذا المشروع متوقف، وقد تكون الأسباب إدارية أو مرتبطة بالصعوبات التي تواجه الشركة المالكة، وربما أيضاً بتداعيات الحدود المغلقة مع سبتة. على كل حال، لا يهم الآن من يتحمل المسؤولية بقدر ما يهم أن تجد هذه المشاريع الكبيرة طريقها إلى التنفيذ. تحتاج الفنيدق اليوم إلى أن تنتعش من جديد، عبر استكمال هذه المشاريع ودعمها، فهي ليست مجرد مبانٍ، بل أمل في خلق فرص العمل والحياة لساكنة المدينة.
إن اكتمال مشروع كهذا يمكن أن يكون علامة تجارية تضاف إلى الفنيدق، وشاهداً على قدرة المدينة على النهوض برغم كل التحديات. إننا نتمنى أن تجد الفنيدق الاهتمام والدعم اللازمين قبل أن تتفاقم المعاناة، لأن استمرارية هذه الوضعية لن تكون في صالح أحد. فهل نرى عودة الحياة للفنيدق قريباً؟ نأمل ذلك بكل ثقة وتفاؤل، من أجل ساكنة المدينة الذين يستحقون مستقبلاً أكثر إشراقاً.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button