- عبدالرحيم شمسي
دراسة حديثة قام بها فريق علمي مختص في (علم الآثار ) كشفت أصول أقدم نظام للكتابة في العالم، حيث تم العثور على نقوش وجدت على أسطوانات كانت تستعمل في المعاملات التجارية التي كانوا يقومون بتبادل المنتجات الزراعية والمنسوجات.
هذه الدراسة نشرتها مجلة “العصور القديمة” (Antiquity)، على مدينة “اورك” التاريخية الواقعة جنوب العراق، والتي كانت تعتبر مركزا للثقافة والتجارة منذ نحو 6 آلاف عام، كونها احتضنت أولى محاولات الكتابة خاصة “الكتابة المسمارية” التي إستخدمت في جنوب بلاد ما بين النهرين سابقا.
الدراسة التي أنجزت شارك فيها علماء من جنسيات مختلفة، أعطت نتائج متقدمة حيث كشفت ان الرموز المحفورة على الأختام الأسطوانية الحجرية تم تطويرها إلى علامات مستخدمة في “الكتابة المسمارية الأولية”، وهي الأختام التي كانت تستخدم بانتظام بين 4400 و3400 قبل الميلاد، التي اخترعها سكان بلاد ما بين النهرين من الحجر في هذه المنطقة.
كما بينت الدراسة أن هذه الأختام كانت أسطوانية الشكل و صغيرة يمكن لفها على ألواح من الطين الرطب، مما يساعد على ترك نقوشا واضحة على الطين، ثم تترك الألواح لتجف وتصبح مثل “وثائق” تحمل توقيعا أو علامة من الشخص الذي يمتلك الختم.
ويشار أنه منذ عام 4400 قبل الميلاد ، تم الإعتماد على هذه الأختام كجزء من نظام المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين وحركة المنتجات الزراعية.
هذا الاكتشاف عزز موقف دراسة سابقة ذهبت إلى أن الخط المسماري الذي تم تطويره في بلاد ما بين النهرين (نحو 3100 قبل الميلاد) يعتقد أنه أقدم نظام للكتابة، وأنه نشأ جزئيا عن طرق المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين ونقل هذه المنتجات.
وتبين من خلال الدراسة التي أنجزت أن العديد من الرموز التي كانت تُنقش على الأختام الأسطوانية تطورت مع مرور الوقت وتحولت إلى رموز الكتابة المسمارية الأولية، هذا الاكتشاف المهم برهن أن الكتابة
المسمارية نشأت في بدايتها على شكل رموز استخدمت في المعملات التجارية.
