بقلم/ عبدالرحيم شمسي
عثر فريق أكاديمي سوداني عن موقع أثري وتاريخي بقلعة شنان، شمالي السودان، يعزز باقي المواقع الأثرية التي وجدها مع الأشياء تم العثور عليها سابقا.واعتبر علماء الآثار أن هذا الاكتشاف المذهل من شأنهه ان يكون يعزز مكانة السودان في ما يخص الأبحاث الأثرية خاصة أن البلد له تاريخ ثقافي متنوع بسب موقعه الجغرافي ومناخه المتميز بسبب قربه من نهر النيل.
فريق المكتشفين ضم أساتذة وطلاب من قسم الآثار والسياحة بجامعة شندي بقلعة شنان حيث عثر الفريق على حفريات أثرية مهمة تعود لآلاف السنين، وتشمل هذه الحفريات أدوات حجرية بدائية وبقايا معابد ومدافن، تعكس ثقافة ومعتقدات شعوب المنطقة.كما أكد الدكتور عثمان سليمان، أستاذ قسم الآثار والمتاحف بجامعة شندي، ورئيس فريق البحث أن هدف الفريق لم يكن هو العثور على قطع أثرية، بل هدفهم إحياء قصص الشعوب القديمة ليتفاجئوا بصيد أركيولوجي ثمين وفي غاية الأهمية.
وأضاف الدكتور سليمان: “الأدوات الحجرية التي عثرنا عليها تظهر آثار استخدام متكرر، ما يدل على مهارة صانعيها وتفاعلهم مع الطبيعة حولهم. ربما كانت هذه الأدوات تستخدم في الصيد وجمع الغذاء، ما يعكس حياة يومية متصلة بشكل وثيق بموارد الطبيعة.
كما تم العثور على أواني فخارية مزخرفة بتصاميم هندسية معقدة، تدل على جمالية الصناعة اليدوية في تلك الفترة كما أسفر البحث ان هذه الأواني كانت تستعمل لتخزين المحاصيل في الطقوس الدينية، مما يبرز الصلة الوثيقة بين الزراعة والدين في تلك الحقبة، لتجسد القلعة التي عثر عليها أهمية الحضارات التي ازدهرت على ضفاف نهر النيل. الدكتور هشام خضر كرار، باحث في علم الآثار أكد : “إن المشكلات البشرية تعقد جهود المحافظة على الموقع، مثل التوسع العمراني وأعمال التخريب”.
وعلى الرغم من أن قلعة شنان لم تتعرض للنهب، كما حدث لبعض المتاحف والمواقع الأخرى خلال النزاع الحالي، فإن غياب الوعي حول أهمية الحفاظ على هذا التراث الثقافي يجعل التعدي البشري تهديداً حقيقياً.
كما أكد كرار، على ضرورة تشجيع السكان المحليين على الإبلاغ عن أي أعمال تخريب أو محاولات لتهريب الآثار، مشيرا إلى أن “المجتمع المحلي يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في حماية الموقع والحفاظ عليه للأجيال القادمة”.
ويضيف قائلا “كما يمكن أن يكون للمجتمع المحلي مكسب اقتصادي من خلال توفير المشروع الأثري، فرص عمل في مجال السياحة والبحث الأثري، ما يعزز من التعاون بين سكان المنطقة والخبراء في الحفاظ على التراث.
هاته الاكتشافات أشارت إلى دور المرأة في الحياة اليومية للمجتمعات القديمة، كون الفريق قد عثر على أواني منزلية فخارية استُخدمت لتحضير الطعام أو تخزين الحبوب، مما يعكس الدور الحيوي للمرأة، ليس فقط كراعٍ للأسرة، بل أيضا في الطقوس الدينية والاجتماعية ومن خلال دراسة هذه الأدوات، حصل علماء الآثار على لمحات حول كيفية ممارسة النساء لطقوس معينة مرتبطة بدورات الحياة، من المعتقدات الدينية إلى الطقوس الجنائزية، مما يبرز دورهن في نقل القيم والمعتقدات عبر الأجيال.