جبر الخواطر
جبر الخواطر هو تطييب النفوس بالحسنى وبكل الوسائل المتاحة سواء كانت مادية أو معنوية. وأضعف الإيمان بالكلمة الطيبة لأنها صدقة، وهي تعبير عن مشاركة الشعور الإنساني بمودة صادقة ونصيحة خالصة.
والدين الاسلامي الحنيف أولى رعاية خاصة لهذا الجانب، خذ مثلا قول الله جل وعلا ” وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ” وقوله تعالى و” مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”. وفي الحديث النبوي الشريف ” مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”، و” اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ”.
فما أحوجنا اليوم لذلك ، في وقت تزداد فيه مصاعب الحياة وتتقطع ببعضنا سبل العيش الكريم ، وتكثر الفتن وتنكأ الجراح، ولنبدأ بالحفاظ على صلة الأرحام ، أقلها بكلمة أو إشارة أو إيماءة حسنة أو حتى ابتسامة. ولنا بقوله (ص) ” تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ”. وأن نصبر على مايبدر من أذى الغير، وأن نكون قدوة للمقابل ولانرد الخطأ بالخطأ، ولانسيء الظن أو نتسرع بأصدار الأحكام، وأن نتحلى بالشجاعة وثقافة الاعتذار حينما نرتكب خطأ ما.
هذا الحال ينطبق على وسائل الاعلام أيضا التي تخاطب جمهورا أوسع متنوع الثقافات والرؤى، فيتوجب أن تحسن في تصميم خطاباتها وإختيارها والأوقات المناسبة في الارسال ، وأن تتحلى بالحيادية والنزاهة والمصداقية، وبذلك نعمل جميعا على “جبر الخواطر”.