Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقياجهات المملكة

اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء تدفع حكام “قصر المرادية” لوصف المغاربة بالجياع المرتزقة عبر قنواتهم الرسمية

في سياق تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر، أقدم التلفزيون الجزائري العمومي على بث تقرير اعتبر فيه المشاركين المغاربة في المسيرة الخضراء عام 1975 “جياعًا ومرتزقة”.
هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة في المغرب، حيث رأى العديد من المراقبين أن هذا الخطاب يعكس أزمة عميقة داخل النظام الجزائري ويظهر مدى الحقد المتجذر في خطابه الإعلامي.

● خلفية تاريخية
تأتي هذه التصريحات في ظل توتر تاريخي بين البلدين يعود إلى فترة الاستقلال، حيث ساد خلاف حول الحدود، خاصة بعد حرب الرمال في الستينيات. لكن القطيعة الكبرى تجلت في أحداث المسيرة الخضراء، حين أطلق المغرب هذه المبادرة السلمية بمشاركة 350 ألف مغربي لاستعادة الصحراء من الاستعمار الإسباني. اعتبرت الجزائر المسيرة خطوة استفزازية، خاصة مع قرارها دعم جبهة البوليساريو الارهابية المطالبة بالانفصال.

● طرد المغاربة من الجزائر
في خطوة تصعيدية لاحقة، قامت السلطات الجزائرية في دجنبر 1975 بطرد حوالي 350 ألف مغربي كانوا يعيشون في الجزائر منذ عقود. القرار الذي جاء في يوم عيد الأضحى، شهد قصصًا مؤلمة لآلاف الأسر التي أجبرت على مغادرة الجزائر دون أي ممتلكات. هذه الحادثة، التي تعتبر من أكثر اللحظات المظلمة في العلاقات الثنائية، لا تزال حاضرة في ذاكرة الضحايا، الذين طالبوا بتعويضات والاعتراف بمعاناتهم عبر منظمات دولية.

● الانتقادات المغربية
انتقدت الأوساط الإعلامية والسياسية المغربية تصريحات التلفزيون الجزائري، معتبرة أنها تعكس حالة نفسية متأزمة لدى النظام الجزائري، خصوصًا في ظل المشاكل الداخلية التي يواجهها النظام مع الشعب الجزائري. كما يرى محللون مغاربة أن النظام العسكري الجزائري يستخدم هذه الخطابات العدائية كمحاولة لتصدير أزماته الداخلية إلى الخارج وخلق عدو وهمي لصرف الأنظار عن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الجزائر.

● دلالات التصعيد الإعلامي
يشير مراقبون إلى أن هذه التصريحات تكشف عن سياسة تصعيدية ممنهجة من طرف الإعلام الجزائري الرسمي تجاه المغرب، هدفها تعزيز صورة سلبية عن المملكة وتبرير التوترات المتواصلة بين البلدين. ورغم ذلك، يرى العديد من المغاربة أن هذه المحاولات لن تنجح في زعزعة وحدتهم الوطنية، بل تؤكد على استمرارية تمسكهم بقضيتهم العادلة في الصحراء تحت شعار “الله، الوطن، الملك”.

يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه الاكاذيب على العلاقات المغربية الجزائرية، وهل يمكن أن تؤدي إلى تهدئة أو تصعيد أكبر في المستقبل؟ في ظل هذه الظروف، يبدو أن المغرب يفضل عدم الرد المباشر على هذه التصريحات، معتمدًا على دبلوماسيته الهادئة، لكنه لا يستبعد اتخاذ خطوات جادة في المستقبل لحماية مصالحه الوطنية والرد على كل إساءة بطرق تعزز من وحدته الوطنية وقيمه الحضارية.

تبقى المسيرة الخضراء رمزًا للوحدة الوطنية، وتجسد إرادة الشعب المغربي في استكمال وحدته الترابية، وهي ذكرى لا تزال حية في نفوس المغاربة، تعزز من عزيمتهم لمواجهة كل التحديات بروح التضامن والوطنية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button