الجزائر غائبة في موسكو: هل هي استراحة دبلوماسية أم غرق في لعبة الصحراء؟
في الآونة الأخيرة، أثار غياب الوفد الجزائري عن منتدى الشراكة الروسية الإفريقية في موسكو العديد من التساؤلات والضغوطات الدبلوماسية بين الدول المشاركة.
فقد شهد المنتدى غياب رئيس وفد الجزائر الجنوبية، وهو ما يُعتبر تطورًا مهمًا في سياق العلاقات الدولية، حيث يُقال إن موسكو قد استجابت لضغوط المغرب، مما أدى إلى رفض حضور ما يسمى بـ “جمهورية الخيام”.
هذا الحدث يعكس تحولات دبلوماسية كبيرة ويضع الجزائر في موقف محرج على الساحة الدولية، خصوصًا بعد محاولاتها المعلنة لاستمالة روسيا وتعزيز علاقاتها الاستراتيجية معها.
المغرب، من جهة أخرى، كان قد اتخذ موقفًا قويًا في هذا الشأن، وهو ما يعكس وجود صراع مستمر في العلاقات المغاربية حول قضايا حساسة مثل نزاع الصحراء المغربية.
وكانت العلاقة بين الجزائر والمغرب قد شهدت توترات كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بمواقف كل طرف من قضية الصحراء المغربية، وهو ما ينعكس على مشاركتهما في منتديات ومؤتمرات دولية.
ما هو أكثر إثارة للسخرية هو التصريحات المبالغ فيها التي صدرت من جانب بعض المسؤولين الجزائريين، مثل القول بأن قمة جاكرتا كانت غير جامعة وأن “جمهورية بن بطوش” كانت غائبة عن تلك القمة.
بينما الواقع يقول إن القمة كانت محط أنظار العديد من الدول العالمية، وقد تم تمثيل معظم القضايا بشكل مناسب، ما جعل هذه التصريحات تثير الكثير من الاستغراب.
إن هذا النوع من السجالات الدبلوماسية يُظهر ببراعة كيف أن بعض الدول قد تستخدم مثل هذه الفعاليات كأداة لتأكيد نفوذها أو لإظهار قوتها في سياقات معينة.
المفارقة الحقيقية تكمن في أن هذا النوع من السجالات ليس في مصلحة أي طرف، بل يعزز من صورة التوترات السياسية التي لا تخدم أيًا من الدول المعنية.
فمن الواضح أن روسيا نفسها تلعب دورًا محوريًا في هذا المجال، حيث تسعى إلى موازنة علاقاتها بين مختلف الأطراف في منطقة شمال أفريقيا، خاصة في ظل التنافس المستمر بين الجزائر والمغرب على كسب دعم موسكو في قضايا إستراتيجية ومصيرية.
في الختام، يمكن القول أن هذا الحدث يفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول دور المنتديات الدولية في تحديد التحالفات السياسية والإستراتيجيات الدبلوماسية بين الدول.