تارودانت: ضحايا زلزال شتنبر 2023 يواصلون معاناتهم وسط تهميش وصمت رسمي
الحدث الافريقي-زهير أصدور
رغم مرور أكثر من عام على زلزال 8 شتنبر 2023، الذي خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بإقليم تارودانت، لا يزال العشرات من المتضررين يعيشون أوضاعاً صعبة بسبب ما وصفوه بالتهميش وحرمانهم من الدعم المعلن عنه. ويعاني هؤلاء المتضررون، ومعظمهم من الفئات الضعيفة والمهمشة، من غياب أي استجابة فعلية لمطالبهم الأساسية، رغم احتجاجاتهم المتكررة واعتصاماتهم أمام مقر عمالة الإقليم.
صوت الضحايا يتجاهله المسؤولون
خلال الأسابيع الأخيرة، شهدت عدد من الجماعات الترابية بتارودانت احتجاجات متواصلة للتنديد بالإقصاء الذي يطال ضحايا الزلزال، وسط اتهامات بالتلاعب في معالجة ملفاتهم. ورغم تواجد عدد من المتضررين لساعات طويلة أمام مبنى العمالة، مطالبين بلقاء المسؤولين، لم يسجل أي تفاعل من قبل السيد عامل الإقليم أو المصالح الإدارية المعنية، مما زاد من خيبة أملهم وتعميق شعورهم بالتهميش.
ملفات الدعم: تلاعبات واتهامات بالإقصاء
تؤكد مصادر محلية أن عدداً من الملفات التي كانت مؤهلة للحصول على الدعم لم يتم النظر فيها بشكل عادل وشفاف، وسط اتهامات بوجود خروقات في عملية تدبير المساعدات. وحسب تصريحات بعض المتضررين، فقد تم منح الدعم لأشخاص لا يستوفون المعايير المستحقة، بينما تم إقصاء من هم في أمس الحاجة للدعم لإعادة بناء حياتهم. هذه الممارسات التي طالت توزيع المساعدات تزيد من تعقيد الوضع وتدفع المتضررين نحو مزيد من الاحتجاجات.
احتجاجات واعتصامات دون رد فعل
لم يقتصر المتضررون على التعبير عن معاناتهم من خلال الاحتجاجات، بل عمدوا إلى تنظيم اعتصامات دامت لساعات طويلة أمام مقر العمالة، في محاولة للفت أنظار السلطات المحلية إلى أوضاعهم الصعبة، إلا أن هذه التحركات لم تلقَ حتى الآن أي استجابة أو تفاعل من المسؤولين، بل قوبلت بالعنف والاعتداءات بالضرب. ويشكو المحتجون من تجاهل الجهات المسؤولة لمطالبهم الأساسية، ما يجعلهم يشعرون أنهم منسيون في وطنهم.
مطالب المتضررين وتطلعهم إلى العدالة
يطالب المتضررون بضرورة فتح تحقيق في ملف توزيع المساعدات، ومراجعة جميع الملفات التي شابتها خروقات لضمان استفادة الفئات المستحقة من الدعم المعلن عنه. كما يدعون إلى تدخل حكومي عاجل يضع حداً لمعاناتهم ويعيد إليهم الثقة في مؤسسات الدولة. ويأمل المتضررون أن تتحقق العدالة وأن تُسمع أصواتهم بعد هذه الأشهر من الانتظار والاحتجاج، ليتمكنوا من إعادة بناء حياتهم واستعادة كرامتهم في ظل الظروف الصعبة التي خلفها الزلزال.
صمت المسؤولين يزيد الوضع تعقيداً
يبقى صمت الجهات المسؤولة تجاه احتجاجات واعتصامات المتضررين محيراً، ويطرح تساؤلات حول مدى التزام السلطات المحلية بتعهداتها. ويأمل سكان تارودانت أن يتدخل المسؤولون المعنيون لفتح باب الحوار وإيجاد حلول تنهي معاناة المتضررين، قبل أن تتفاقم الأزمة وتؤدي إلى فقدان الثقة في مؤسسات الدولة المعنية بالتنمية والدعم الاجتماعي.
إن استمرار معاناة ضحايا زلزال شتنبر بإقليم تارودانت بعد مرور كل هذا الوقت يؤكد الحاجة الملحّة إلى تدخل عاجل يعيد إليهم حقوقهم ويضمن لهم حياة كريمة، بعيداً عن التهميش والإقصاء