إفريقياالعالمالناس و الحياةمجتمع

طبع الحمير..”وعش حمارا تعش سعيدا”في بلاد “بن قنة” و”الدراجي”

نشرت قناة “الجزيرة” منشورا حول مسجد باريس، الذي تم بناؤه عام 1926، وحضر حفل تدشينه السلطان مولاي يوسف بن الحسن. ولأن المنشور يطبعه نفس “بن قنة” و”الدراجي” صِبْيَة العسكر وأبواقه الحاقدة على كل ماهو مغربي، أشار إلى أن النمط المعماري المميز له تلمساني أندلسي الطابع، وبين تلمسان والأندلس أقصت “بن قنة” وصبي العسكر المغرب، معتقدين أنهما بذلك سيحجبون شمسه التي تعطي للأقزام ظلالا، وتفضح بنورها غباء شهد به المنشور نفسه، حين أكد أن أربعمائة وخمسين حرفيا مغربيا من نقش أبجدية جماله المعماري، وجعلوا من المسجد المذكور صرحا دينيا تفاخر باريس بمعماره الرائع، وتبوء الأبواق الحاقدة بفضيحة نشله ونسبه لغير أهله..
وليس غريبا أن نجد مثل هذا الإصرار على سرقة كل ماهو مغربي، خاصة وأن مخزوننا الحضاري متميز بثرائه الطافح، الذي يغري اللصوص ليغيروا على كل شيئ، بدءا بالطاجين، والعريق الكسكس، وذائع الصيت القفطان، مرورا بفنون العيش، وانتهاءا بسقف فسيفسائي أو باب متخن بلمسات الإزميل التي تجعل للنقش وشوشة يستعذبها عشاق الإبداع في كل أنحاء العالم، المشدودين بإطلالات قرطبة وتلمسان المغيبة، وقصور الصحراء المسكونة بجمال مغربي المنشأ، تربى في قصور ورياض وأسوار ومساجد مراكش وفاس، واعتادت أنامل المغاربة نحته، حتى صار مطلبا للمتحضرين، وموضوع إغراء لايتحرَّج فقراء الحضارة والتاريخ من استعارته في أفراحهم واحتفالاتهم، أو بالأحرى نسبه إليهم يفاخرون به الأمم بدون حياء، محاولين إفقار المغرب وماهم بمفقريه..
تعددت المسروقات المغربية، واللصوصية واحدة، جزائرية صرفة.. والأنكى أن هذا اللص الذي طمع في نصف جغرافية المغرب، يعتقد جازما أنه صاحب مظلومية، يحاجج – وأمام الملأ – بأحقيته في السطو غير متحرِّجٍ من تطويع الشرع وفلسطين والجيرة والتاريخ، فضلا عن الجغرافية وفنون عيش أهلها.. ليتحول إلى نشال مصاب بالسرقة المرضية، يأتي على كل ما تطاله يده حتى ولو كان دولة/أمة..
قال إبن خلدون في مقدمته :
“أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغلظة، وأكل الأتراك الخيول فأخذوا منها الشراسة والقوة “.

وقال إبن القيم : “كل من ألف ضربا من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى ” ..

ويأكل الجزائري هذه الأيام لحوم الحمير والبغال المستوردة من النيجر ، حتى أن هذه الأخيرة منعت تصديرها حماية لدوابها من الإستنزاف، وبما أن الطعام يطبع البشر بسمات ذبائحهم.. لا نستغرب أن (تتحيمر ) الجزائر علينا وتزايد حتى في حق تسمية بلدنا بالمغرب، وهي التي قد زايدت حتى على الله الذي قال في محكم تنزيله الكريم “والخيل والبغال والحمير لتركبوها”،فإن كان الركوب إجازة ربانية، فالأكل مجرد فتوى شنقريحية..

أما النهيق فلازمة صبرنا على ضررها، لعلمنا أنها تنطلق صادحة أينما حل “تبون” أو ارتحل “لعمامرة”، أو حلت “بن قنة” والصبي الذي درج عليه..
“وعش حمارا تعش سعيدا ///فالسعد في طالع البهائم”
كيف لا والسعد على موائدهم، متبل يُصَاب منه؟؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button