“لا يوجد نقد من النقد وانما يوجد نقض من الأنقاض، لا توجد شفافية في النقد والتقييم وانما توجد ” اعتبارات أخرى ” وطالما هناك اعتبارات اخرى ضاعت الكفاءة وضاع الإبداع”، هكذا باح شاعر الروح الدكتور محمد خلف، في حوار حصري، وشعري مع الحدث الإفريقي.
هل القصيدة بالنسبة للشاعر سفر نحو افق يهرب بها من واقع البؤس والحزن، أم بالعكس نافذة يعبر بها عن أعماقه؟
في بعض الأحيان تكون القصيدة ملجأ للشاعر من مخاطر الواقع وهمومه واسباب البؤس والحزن.
ففي احيان كثيرة تكون القصيدة دار للشفاء من جراح الواقع، وحصن حصين يقف خلفه في امان من مجريات الامور ومن ظلم وطغيان الآخرين من بعض المحيطين وفي أحيان أخرى تكون القصيدة نافذة يعبر بها عن أعماقه، نافذة تخرج منها طموحاته وأحلامه وتسبح في فضاء الواقع. نافذه ومتنفس لحياة ونمو الاحلام والطموحات والأمنيات التي يصبوا إليها.
تعتبر القصيدة رسالة للمجتمع الانساني، هل تفكر في القارئ وأنت تكتب الشعر؟
الشاعر لسان حال المجتمع ولا ينبغي أن يكون في عزله عن الواقع المحيط به والظروف التي يمر بها المجتمع، فكما ينبغي أن يعبر الشاعر في قصائده عن حاله وواقعه وما يعاني منه وما يتمناه ينبغي عليه أن يعبر عن حال وواقع المجتمع وما يعاني منه وما يأمل أن يراه.
هناك قصائد يكتبها الشاعر تعبر عن حاله و هناك قصائد تعبر عن المجتمع وفي هذه الحالة التي يعبر فيها الشاعر عن المجتمع يكون كل التفكير في القارئ ولكن حين اكتب القصيدة التي اعبر فيها عن حالي وواقعي وما امر به من تجربة شعرية لا أشعر بشيء سوي كتابة ما امر به وبعد الانتهاء من القصيدة يكون تبييض القصيدة وهو الوزن والقافية وموسيقي الاذن عند سماعها من القارئ.
يقال ان الشعر فرصة الانسان للتعبير والانصات لآماله، انكساراته، حبه أو حزنه، هل منحتك القصيدة هذه الفرصة للتأمل الذاتي؟
نعم أن القصيدة أجمل فرصة للتعبير عن امال الشاعر بكل حرية وبدون أي قيود، ان القصيدة فضاء واسع ليس له حدود لأي آمال وطموحات، أما من ناحية الانكسارات والاحزان فهي تعتبر شفاء من الالام والاحزان حيث انها تفريغ لما اعاني منه وتساعدني علي التخلص والاستشفاء منه ، هههههه لكن للأسف حين أقوم بإلقاء هذه القصيدة أمام الحضور فإنها تعيد لي ما تخلصت منه.
أتعتقد بوجود حركات شعرية عربية معاصرة؟
ليس بالقدر الكافي ولا بالقدر المطلوب، لان الأحداث التي يمر بها المجتمع العربي ( والدولي طبعا ) كثيرة ولا نستطيع مجاراتها، والشاعر حال لسان الأحداث والمجتمع، وأيضا اختلاف معايير المجتمع الان وخاصة الاعلام ساعد علي عدم وجود حركات شعرية او حركات شعرية بناءه، فالكل يجري وراء العائد المادي والذي يتمثل في الاعلانات والتي تأتي من ضمان وجود مشاهدات لما تعرضه ، يعني يجب ان يكون الضيف محقق مشاهدات اي كان المضمون الذي جلب هذه المشاهدات بمعني لا يشترط الابداع والموهبة.
كيف تنظر للعلاقة بين القصيدة والنقد في المشهد الشعري العربي المعاصر؟
لا يوجد نقد من النقد وانما يوجد نقض من الأنقاض، لا توجد شفافية في النقد والتقييم وانما توجد ” اعتبارات أخرى ” وطالما هناك اعتبارات اخري ضاعت الكفاءة وضاع الإبداع، كما أن مجال الشعر بالذات لم نجد فيه ولا نجد فيه اي شاعر كبير قدم وساعد شاعر صغير مثل باقي المجالات الأخرى مثل التمثيل والغناء والرياضة فهذه المجالات و أخرى نجد بها أمثلة كثيرة بأن الكبار يساعدون المبتدئين إلا الشعر.
كيف تري الوضع الاعتباري للشاعر في المجتمع العربي اليوم، في ظل واقع سادته التفاهة بشكل كبير؟
الاعلام هو السبب في انتشار التفاهة في كل المجالات وليس الشعر فقط وكما قلت بسبب اختلاف المقاييس في اختيار الضيف ودعمه اعلاميا اصبح العكس اختيار الضيف لدعم البرنامج ومساعدته علي الانتشار من مشاهدين الضيف وجمهوره، وايضا هناك دور كبير علي المجتمع لأنه هو الذي يساعد علي رفع مشاهدات التفاهات ثم نشكي من التفاهات.
كتبت كثيرا اشعار في دول عربية كثيرة تساعد علي الانتماء وتساعد علي رفع نسب السياحة لهذه الدول وعوائد اخري ولكن دون اي تقدير من هذه الدول ولا من هذه المجتمعات التي قمت بذكر مناقبها منها المغرب العربي الشقيق و تونس والجزائر طالما الحوار مع موقع اخباري مغربي فكان لزاما ذكر ذلك ودول اخري عربية كثيرة ومع ذلك لم تهتموا انتم بالمغرب ولا باي دولة عربية بذلك ومستعد لعمل ندوات شعرية ولقاءات جماهيرية في بلدكم وفي اي بلد عربي لإيصال رسالتي لهذه المجتمعات وللعالم كله بدون مقابل مادي.
كتبت كثيرا في المرأة العربية ودافعت عنها وذكرت دورها البناء عبر التاريخ دفاعا عنها لما لاقته من هجوم من الغرب في الفترة الاخيرة وذكرت ذلك بأدلة وبراهين لا يستطيع احد انكارها ومع ذلك لم تهتم اي منظمة او كيان للمرأة بالاهتمام بما كتبت والعمل علي نشره بالمجتمع بهدف ايصاله للمجتمعات العربية والعالم ايضا والرد علي الغرب.
فقد اصدرت من ضمن دواويني الشعرية ديوان كامل عن المرأة العربية بعنوان ” ديوان نساء العرب أسياد ” وحضر حفل توقيع الديوان رئيس وزراء مصر ا.د.عصام شرف رئيس وزراء مصر الاسبق وعدة وفود نسائية من عدة دول عربية ومع ذلك لم تهتم اي منظمة نسائية لا في مصر ولا في الوطن العربي بهذا الديوان.
شكرا جزيلا اديبنا الكبير والصحف العربي الراقي د عبدالله العبادي على كرم الاستضافة وشكرا جزيلا لأهلنا بالمغرب وتحياتي وتقديري وان شاء الله لنا لقاء قريبا