أخبارحوار

سمير الشميري..إذا أردت أن تدمر أي شعب فاهدم صرح التربية والتعليم والثقافة

يرى سمير عبدالرحمن الشميري،عالم الاجتماع بجامعة عدن، وخريج كلية علم الاجتماع بموسكو، أنه “إذا أردت أن تدمر أي شعب من الشعوب فاهدم صرح التربية والتعليم والثقافة وأصحاب العقول النيرة وبدد إمكانيات المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية وعلى رأسها الرأسمال البشري حينها تضرب الأمة في صميم مستقبلها” في هدا الحوار الذي خص به “الحدث الإفريقي”، يناقش صاحب كتاب “مجتمع كسيح ونخب متوحشة” واقع السوسيولوجيا والعلوم الاجتماعية في الوطن العربي.

عالم الاجتماع سمير الشميري

بداية، قطاع التعليم عرف العديد من برامج الإصلاح، ولم تنجح بعد؟ ما هي الأسباب وراء هذا الفشل؟

قبل قسط من الزمن توصل علماء الاجتماع إلى استنتاج مفاده: أن العلاقات السياسية والاجتماعية والتعليمية والإدارية في الشرق الأوسط لا ترتكز على أسس الحق والقانون والمواطنة المتساوية، وإنما تستند في معظمها على العواطف والمجاملات والمناورات والمشاعر والوشائج الاجتماعية والعصبوية.

لم تنجح الإصلاحات التربوية والتعليمية بسبب عدم جدية النخب السياسية الحاكمة، فالتعليم الممتاز يشكل خطرا على النخب السياسية الفاسدة، وليس من مصلحة النخب الفاسدة بناء قاعدة علمية ومعرفية سليمة، فضلا عن أن الإصلاحات التي تمت كانت تلامس السطوح ولا تذهب أبعد من السطوح الراكدة وفي هذا المضمار لم يتم انتخاب رأسمال بشري على قدر كبير من الشفافية للقيام بهذه المهمة وتم نقل الإصلاحات التربوية والتعليمية من البلدان الأخرى دون مراعاة للخصوصية الوطنية.

  ما هو واقع العلوم الإنسانية في الوطن العربي؟

واقع العلوم الإنسانية هش  كهشاسة بيت العنكبوت . ويتم تهميش العلوم الإنسانية بطريقة عمدية ويتم إلحاق أعداد من النفايات البشرية الفاسدة (أساتذة، طلاب…) إلى حقل العلوم الإنسانية لإفساد الفضاء العلمي بالطنين والتشوش وبمعارف مهوشة ومضطربة تشكل طاقة خطر على العلوم الإنسانية ويتزامن ذلك مع غياب العمل المؤسسي وتجاوز كبير للأنظمة والقوانين المنظمة لحقل العلوم الإنسانية .

مع خنق الفكر وحرية التعبير والرأي في الفضاء العمومي. إننا نعاني من فقر علمي ومعرفي ومن قلة المراجع العلمية والثقافية والتنويرية الراقية التي تحمل بين جنباتها رنين المعدن الأصيل. 

ولا ضير أن نشير، أنه تحولت بالتدريج مؤسسات العمل الأكاديمي إلى رتابة وجمود وتيبس فكري وإبداعي، وهذا الوضع ساعد على تراجع العلوم الإنسانية واستمرار البعض في مزاولة الأساليب التلقينية والتدريسية العتيقة والجامدة بمباركة خرساء من أهل السلطة والقرار.

لماذا همشت السوسيولوجيا في الكثير من الأوقات؟ أهي مزعجة إلى هذا الحد؟

علم السوسيولوجيا من العلوم الإنسانية التي تركز عدسة الضوء على المجتمع ومشكلاته والطبقات والشرائح الاجتماعية والتغير الاجتماعي والقوانين الاجتماعية لبزوغ وتلاشي النظم و الظواهر الاجتماعية وطبيعة الصراعات و التناشزات والتناقضات الاجتماعية ودور البيئة والثقافة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية في تنمية الشخصية. وتضع السوسيولوجيا الأصبع على الجرح وتكشف الفساد والتعفن والتقهقر المجتمعي والعبث بالرأسمال المادي والمعنوي والبشري وتراجع الوعي الاجتماعي.

فليس من مصلحة النخب المهيمنة تطوير السوسيولوجيا، همها نهب الأموال والثروات وجعل العامة يقبعون تحت مظلة الجهل والتخلف ويسيرون بلا بصيرة ولا وعي.

 أي دور يمكنها أن تلعبه اليوم في إعادة هيكلة العقل العربي؟

إعادة هيكلة العقل العربي على همزة وصل قوية بجدية الأنظمة السياسية والنخب المدنية .

إصلاح المؤسسات التعليمية والتربوية والمناهج على عروة وثقى بالتنوير وبأدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية والمؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية، لأنه إذا أردت أن تدمر أي شعب من الشعوب فاهدم صرح التربية والتعليم والثقافة وأصحاب العقول النيرة وبدد إمكانيات المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية وعلى رأسها الرأسمال البشري حينها تضرب الأمة في صميم مستقبلها.

لقد تقهقرت مؤسسات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم وأصبحت شكلية وهلامية لا تقوى على النهوض، وانهيار القــيم الاجتماعية والتربية والتعليم والثقافة جاء متساوقا مع انهيار مؤسسات الدولة واكتساح الفساد والفوضى لكل الأسوار .

في سوسيولوجيا الحياة اليومية تم إفساد التعليم والثقافة والمدرسة وتحطيم صواميل الأسرة بطريقة غير بريئة الهدف منها تحطيم مداميك المجتمع والعبث بمستقبل الأجيال القادمة وتغييب العقل وجعله حبيسا للشكليات والترهات والتركيز على الحفظ والتلقين مع إهمال الفهم وترقية العقل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button