إفريقياالعالمفي الصميم

خبث الكبرانات كغبائهم لا حدود له

في خطوة غير جديدة على نظام قصر المرادية، حيث يتفنن نظام العسكر بالجزائر في عمليات الخبث الممنهجة منذ عقود ضد الجيران، عمد الكبرانات، في سابقة غير متوقعة على الأقل في الوقت الحالي، لاستدراج بعض المحسوبين على مناطق الريف المغربية لفتح ما سمي بتمثيلية الريف في الجزائر العاصمة. الخطوة الجزائرية تحمل عداء جديداً تجاه الرباط، كما أن فتح تمثيلية فوق التراب الجزائري، يعد قرارا استفزازيا موجها ضد المملكة.

عبد_الله_العبادي

بقلم عبدالله العبادي
ما قام به حكام الجزائر، بتخصيص مقر لحثالة من الناس يسمون أنفسهم بالانفصاليين، تابع للسلطات في أحد أحياء العاصمة الجزائرية ، اعتبر بالحدث غير المسبوق ويصب الزيت على نار العلاقات بين البلدين الشقيقين، ضدا على تخفيف التوترات والبحث عن تكامل اقتصادي وسياسي يخدم الشعبين.
فبعد خمسة عقود من دعم ميليشيات انفصالية مرابطة اليوم على التراب الجزائري، يصعب التخلص منها ومن أسلحتها التي اشترتها بأموال الشعب الجزائري المغلوب على أمره، ها هي اليوم الجزائر تحاول فتح ملف آخر من أجل تبذير الأموال في وقت يقف الشعب في طوابير الحليب والعدس والدقيق.
المرتزقة الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، لم يتحدثوا حتى بلغتهم وهم يقرِؤون ما كتب لهم، سبق لأبناء الريف، بما فيهم معتقلي أحداث الحسيمة، أن تبرؤا منهم، بعدما حاولوا استغلال هذه الأحداث والاسترزاق منها، فأصبحوا يبحثون عن إثارة الفتنة من خلال تصرفات كرتونية هنا وهناك، وفي خدمة من يدفع أكثر من أعداء المغرب.
نظام العسكر يمتحن حرفة الانفصال بعدما جربها في ليبيا وفي مناطق أخرى من القارة الإفريقية، نسيّ أن بيته من زجاج، وأن الجزائر أيضا قد تتعرض لنفس المصير، لكن لحسن حظهم أن على حدود بلادهم توجد امبراطورية لها من الأمجاد والتاريخ ما يكفي لاحترام الذات والغير، وتعرف جيدا معنى الجيران والدم المشترك. وإلا لقامت الرباط بنفس الفعل واحتضنت حركة الماك التي تطالب باستقلال القبائل، وسلحتها وافتتحت لها تمثيلية وبرلمانا بالمغرب ووفرت لها كل ما يلزم ومولت أنشطتها، ووفرت لها الغطاء السياسي بالمحافل الدولية، وساندت أيضا شعب الطوارق في المطالبة بأراضيه التي ضمتها فرنسا للجزائر.
لكن شتان بين نظام دولة المؤسسات العريقة والدولة العسكرية التي تعيش على أفكار العدو الخارجي والمؤامرات، وهي التي كانت سببا في العشرية السوداء التي عاشها الشعب الجزائري الشقيق، فديمومتها مرتبط دوما بشحن الناس ضد الآخر، متناسين مشاكلهم الداخلية ومحاولة بناء اقتصاد يستجيب لتطلعات الشعب.
التحركات المشبوهة لشرذمة من الأشخاص لا علاقة لهم بالوطنية، ولا بمنطقة الريف، تسعى لشيطنة الوضع والحديث باسم مواطنين لا علاقة لهم بهم، فقط يحاولون الظهور على الواجهة السياسية بشكل استرزاقي وتقديم خدمة مجانية لأعداء الوطن والبحث عن البطولات الوهمية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button