شهدت المملكة المغربية منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش في 23 يوليو 1999، تغييرات وإصلاحات كبيرة في مختلف المجالات.
يعتبر الملك محمد السادس من القادة الذين ركزوا على تطوير البلاد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. منذ بداية حكمه، أطلق الملك محمد السادس مخطط المغرب الأخضر في عام 2008، بهدف تطوير القطاع الزراعي وزيادة الإنتاجية وتحسين الظروف المعيشية للفلاحين. وقد أدت هذه المبادرة إلى تحسين إنتاجية القطاع الزراعي بنسبة 60% وزيادة الصادرات الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير ميناء طنجة المتوسط الذي بدأ مرحلته الأولى في عام 2007 ومرحلته الثانية في عام 2019، مما حول المغرب إلى مركز لوجستي وتجاري إقليمي، وأصبح الميناء أكبر ميناء في إفريقيا والبحر المتوسط من حيث حجم الحاويات.
وفي مجال السياحة، أطلق الملك محمد السادس المخطط الأزرق في عام 2001، الذي هدف إلى تطوير القطاع السياحي وزيادة عدد السياح الوافدين. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد السياح من 4.5 مليون في عام 2001 إلى أكثر من 12 مليون في عام 2019.
على الصعيد الاجتماعي، أطلق الملك محمد السادس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عام 2005، والتي تهدف إلى مكافحة الفقر والتهميش وتعزيز التنمية الاجتماعية. وقد تم تنفيذ أكثر من 50,000 مشروع استفاد منها حوالي 10 مليون شخص. كما أطلق برنامج مدن بدون صفيح في عام 2004، بهدف القضاء على الأحياء الفقيرة وتوفير سكن لائق، مما أدى إلى تحسين الظروف المعيشية لأكثر من 1.5 مليون شخص.
وفي مجال البنية التحتية، تم إطلاق مشروع القطار فائق السرعة “البراق” في عام 2018، الذي ربط مدينتي طنجة والدار البيضاء بخط فائق السرعة، مما قلص زمن الرحلة من 4 ساعات و45 دقيقة إلى ساعتين و10 دقائق. كما تم تنفيذ برنامج الطرق القروية في عام 2005، الذي هدف إلى تحسين شبكة الطرق في المناطق القروية لربطها بالمراكز الحضرية، مما أدى إلى بناء وتأهيل آلاف الكيلومترات من الطرق القروية.
أما على الصعيد السياسي، أُصدر الدستور الجديد في عام 2011 بهدف تعزيز الديمقراطية والحقوق والحريات وتوزيع السلطة. وقد ساهم هذا الدستور في تقوية دور البرلمان والحكومة وتحسين استقلال القضاء. وفي مجال التنمية البيئية، تم إطلاق مشروع الطاقة الشمسية “نور” في عام 2016، بهدف تطوير الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما أدى إلى إنشاء أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم بقدرة تصل إلى 580 ميجاواط.
أما بالنسبة للأرقام الرئيسية، فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 42 مليار دولار في عام 1999 إلى أكثر من 124 مليار دولار في عام 2023. كما انخفض معدل الفقر من 15% في عام 1999 إلى حوالي 4% في عام 2023، وانخفضت معدلات البطالة من 13.8% في عام 1999 إلى 9.2% في عام 2023. تُظهر هذه المشاريع والإصلاحات التقدم الكبير الذي شهده المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، حيث ساهمت في تحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية.
