أخبارالرئيسيةالناس و الحياة

جدري القردة فيروس تحدى الطب المعاصر.. هذه طرق الوقاية منه

في عالمنا الحديث، حيث تتطور المعرفة الطبية بسرعة، يظل بعض الأمراض النادرة تحديات كبيرة للصحة العامة. من بين هذه الأمراض، يأتي جدري القردة كأحد الحالات الصحية التي أثارت قلقاً عالمياً متزايداً في السنوات الأخيرة. يعتبر جدري القردة مرضاً معدياً نادراً يتميز بخصائص مشابهة للجدري التقليدي، لكنه يختلف في بعض جوانبه من حيث الأعراض وشدة المرض. في ظل انتشار هذا المرض في مناطق مختلفة، أصبح من الضروري فهمه بشكل أفضل من خلال التعرف على أعراضه، طرق الوقاية منه، وأحدث الإحصائيات العالمية المتعلقة به.

ما هو جدري القردة؟

جدري القردة هو مرض ناتج عن فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية. تم اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1970، وقد سمي بهذا الاسم بسبب ظهوره في القرود التي كانت مصابة بالفيروس. يجدر بالذكر أن جدري القردة ليس مرضاً حديثاً، لكن تزايد حالات الإصابة به في السنوات الأخيرة أعاد تسليط الضوء على ضرورة فهمه بشكل أعمق.

ما هي أعراض جدري القردة؟

تبدأ أعراض جدري القردة بالظهور عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 5 إلى 21 يوماً. تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:

1. الحمى: هي أحد الأعراض الأولية التي تظهر بعد فترة قصيرة من الإصابة، وتتميز بارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ.

2. الصداع: يعاني المصابون من صداع شديد يمكن أن يكون مصحوباً بشعور بالدوار والتعب.

3. آلام العضلات: تضاف إلى الأعراض العامة شعور بالألم في العضلات، وهو شائع في معظم الأمراض الفيروسية.

4. تورم الغدد الليمفاوية: يعتبر تورم الغدد الليمفاوية من العلامات المميزة لجدري القردة، وهو يميز المرض عن غيره من الأمراض المشابهة.

5. الطفح الجلدي: يظهر الطفح الجلدي عادةً على الوجه أولاً، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل اليدين والقدمين. يتطور الطفح الجلدي من بقع حمراء إلى بثور مليئة بالسائل، ثم يجف ويتقشر مع مرور الوقت.

كيف يمكن تجنب الإصابة بجدري القردة؟

للوقاية من جدري القردة، يُنصح باتباع عدة إجراءات:

1. التطعيم: التطعيم ضد الجدري يوفر حماية نسبية ضد جدري القردة، حيث أن الفيروسين يشتركان في بعض الخصائص المشتركة. تعتبر هذه الطريقة من أكثر الوسائل فعالية للوقاية.

2. تجنب الاتصال الوثيق: تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو الحيوانات التي قد تكون حاملة للفيروس، وذلك لتقليل خطر انتقال العدوى.

3. تطبيق إجراءات النظافة: غسل اليدين بانتظام وتعقيم الأسطح التي قد تكون ملوثة يساعد في تقليل احتمالات الإصابة.

4. ارتداء معدات الحماية: استخدام أقنعة الوجه والقفازات عند التعامل مع الأشخاص المصابين أو في الأماكن التي قد يكون فيها خطر الإصابة مرتفعاً.

5. التحكم في الحيوانات: تجنب التعامل مع الحيوانات البرية التي قد تكون حاملة للفيروس لتقليل المخاطر المرتبطة بالإصابة.

أحدث الإحصائيات

وفقا لأحدث تقرير صادر اليوم عن وكالة الصحة التابعة للاتحاد الإفريقي، تم تسجيل 18737 حالة إصابة بجدري القردة في إفريقيا منذ بداية عام 2024. من بين هذه الحالات، هناك 3101 حالة مؤكدة و15636 حالة محتملة، بالإضافة إلى 541 حالة وفاة في 12 دولة. تظل جمهورية الكونغو الديمقراطية المركز الرئيسي لتفشي المرض، حيث سجلت حوالي 16800 حالة. وفي الوقت نفسه، شهدت بوروندي زيادة بنسبة 75% في عدد الحالات خلال أسبوع واحد، مع تسجيل 173 حالة. كما تم الإبلاغ عن حالات جديدة خارج إفريقيا في السويد وباكستان.

على الرغم من أن جدري القردة يعتبر مرضاً نادراً، إلا أن تفشيه في السنوات الأخيرة يفرض تحديات كبيرة للصحة العامة. من خلال فهم أعراض المرض واتباع إجراءات الوقاية المناسبة، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بهذا المرض. مع متابعة أحدث الإحصائيات والتطورات، يمكن للمجتمعات أن تتخذ خطوات فعالة للتصدي لتفشي المرض وضمان سلامتها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button