هل يطهر ماء الشلال قلبي وأنت بعيد عني
هل يطهر ماء الشلال قلبي وأنت بعيد عني…
هناك ومنذ الولادة وانا أراقبك…
أحرسك..أتحسس مكانك..
أحضنك ولكني اشعر انك بعيد عني…
مهما حاولت ان اتقرب منك..
لا أشعر الا بجفاء من جهتك…
كل شيء فيك ساكن وبارد كما الموت:
أرتجف والدنيا حر قاتل،ابذل مافي جهدي لكي تكون سعيدا..
أدافع عنك بضراوة السباع،وشجاغة النمور،لكنك تصدني…تتجاهلني…
بالرغم من آلامي وعذابي،لم أشكو..
ولم اتذمر،كنت مثل حمار الطاحونة أدور وأدور حتى تبرز عظام ظهري..كلما مددت يدي لأعانقك تهرب من امامي…
وتجفل كما تجفل الغزلان من السباع…بعدك عني بالرغم من القرب وجع كبير لايعادله وجع…احقا انت تكرهني؟احقا انت لاتعرفني..
ولاتريد ان تعرفني..
لم يتعبني لغوك ولاغيك..
لم تهزمني شقاوتك ولا الاعيبك…
ولكن الذي يوجعني هو صمتك…
والحزن الساكن في نظراتك..قد اكون مخطئا، تتملكني سورة الغضب ،ولكنني احبك..
حتى النخاع..
في كل مرة أقول لك..
عدني بأن نبدأ صفحة جديدة،نحن اولاد اليوم،لننسى الاحزان…
والالام…
هناك في ذلك الثلث الخالي…
كنت أخشى أن اصاب بكورونا…
وأن يحملوني الى قاعة مظلمة..لأموت دون ان اودعك..
أو اترك لك وصية …
من يخلفني غيرك…
كنت احذرك دائما من هؤلاء الغادرين الماكرين..
كنت اقول لك..إذا تكلموا بلهجة غير لهجتك فاعلم انهم يتآمرون عليك..
في ذلك الصباح رافقتهم…
حذرتك منهم..
وبعد ساعات من رحيلك..
داهمني وسواس وأحسست أن شيئا يحاك في الخفاء…
اتصلت بالذئاب لكن لا أحد يجيب…
حتى اذا حل الظلام…حملوا الي الخبر..
فهرولت نحوك وانت البعيد..سقت السيارة بلا اوراق..وانا حافي القدمين..
تدحرجت بين تلك الجبال الوعرة والمنعرجات الخطيرة…
قطعت مئات الكيلومترات…
بكيت…
ونحت…
في الطريق اوقفني الدرك..ولم أتوقف،كنت كثور مذعور او كلب مسعور…
وأثناء رحلتي إليك صاحبني طنين في الاذنين مصحوب بصفير ..
عرفت انه الضغط…
بدأ يخفق بقوة ..
ابتهلت الى الله ان يمهلني سويعات قليلة حتى ابصرك واطمئن عليك..
بعدها فليأخذ امانته…في الطريق اوقفني سد اخر الدرك..
وزدت في السرعة…الفرامل لم يعد معمول بها اثناء سياقتي…
اتذكر..زحفت نحوك بعدما خانتني ركبتاي..
نسيت ان اقول لك انني اتصلت بمسؤول كبير قبل الوصول اليك..
قال لي لاتخف سنحقنه بحقنة وسيزول عنه الوجع….وبعدها ستجرى له العملية…
هل تذكر…؟
لا تقل لي قد نسيت ،كيف امحو الشكوك من قلبك ؟ وكيف اوقف الاحزان من قلبك وأمحوها من عقلك وذاكرتك؟ في ظل الحيرة والصمت الدائر بك…
حاولت الاحتماء بحارسة طير الاجاسكو..لكنها خذلتني…
ولم يبق من عهود غير أطياف وأشباح وأطلال..
بين تلك الجبال..توقفت السيارة…
والثلج داهمنا…لم تقل لي هيا تعال نمحو الخوف بالحب..
كانت باردة برودة مواقفك …
ولم افهم ماوقع الا بعد فوات الاوان..
حين طرقت الباب…
كنت لوحدي..اغلقته في وجهها…
كنت اخاف ان تاخذك مني…
وحين قررنا الرحيل..
كنت اقول في نفسي..
انك ستبكي وتنتحب…
ولكنك بقيت صامتا وفي عينيك تحدي كبير..تركتها وراء ظهرك..
كنت قويا…
ولو كنت مكانك لاقمت مناحة كبرى…
نفعك جفاؤك وصلابة قلبك وجمود مشاعرك…
اما انا البوهالي المجدوب..فقد قتلتني العطفة…
تلك العادة الماكرة.