أخبارالرئيسيةالناس و الحياة

أنفاس الوقت

من بين الأمور التي ما يزال معظم الناس في العالم العربي يستهترون بقيمتها هو الوقت.في مقاربة سوسيولوجيةلأهمية الوقت ما بين المجتمعات الغربية والعربية ؛نجد دائما الإنسان العربي كل ما يربطه بالوقت هو التزين والتجميل بالساعات اليدوية أو الحائطية .غير ذلك لا إهتمام ولا إحترام تجده .

للوقت بشكل عام [الزمن] أهمية كبرى في حياتنا اليومية والغيبية أيضا.إذ لا يمكن أن نمضي قدما نحو المستقبل ونحن في زمن غير زماننا . فالإنسان الذي يعيش معظم الوقت خارج الزمن يعيش في الضنك والنكد لا شك أو في الوهم.

والمقصود بخارج الزمن أي في زمن غير الزمن الحالي الذي نحن فيه نتنفس ؛خارج اللحظة الأن وقد يكون في الغالب: إما في زمن الأحلام للشخص المصاب بالنوم المرضي ؛أو في زمن المستقبل للشخص الذي يعيش أحلام اليقظة ؛او يتوهم المستقبل ويخاف منه بشكل كبير.أو في زمن الماضي للشخص الذي يسترجع الذكريات بإستمرار ويقضي يومه في مامضى.

وتتجلى أهمية الزمن في كونه ينقسم إلى قسمين :

-زمن الوقت

هو الذي تم تحديده في أربع وعشرين ساعة في اليوم الواحد. وتتجلى أهميتها في الإنتاج اليومي للشخص .الذي يستغل يومه بشكل دقيق منظم وملتزم يتمكن من القيام بعدة أنشطة وأهداف تساهم في تمكينه وتطويره . عكس الشخص الذي يعيش بشكل عبثي يمضي وقته اليومي في فراغ لا يتقدم ولا يتطور.

-الوقت الميت

يقصد به الوقت الذي تقوم فيه ببعض المهام اليدوية والبدنية لا تتطلب مجهود فكري .كأن تقوم بأشغال البيت .الوقت الذي تسير فيه بالشارع ؛الوقت الذي تستحم فيه ….العباقرة يستغلون هذا الوقت في الإستماع لتعلم لغة أو مهارة أو الذكر .

-الزمن القدر

هذا خارج قدرة الشخص متعلق بمشيئة الله عز وجل .ويتعلق بتغير الحال او تجلي الأهداف وكل الأمور التي لا سلطة للإنسان عليها .يقول الله عز وجل في سورة الأحزاب ” إن كل شيء خلقناه بقدر” صدق الله العظيم. وعليه فتجلي الأمور متعلق بزمن معين وبكن فيكون.

من بين المعيقات التي جعلت الأغلبية غير واعين بأطروحة الزمن هذه أذكر على سبيل المثال لا الحصر:

-غياب الهمة في الأنفس ؛أصحاب الهمم يقدسون الوقت أيما تقديس .وللأسف شبابنا اليوم قلت همته وخفت ؛حيث يبحث عن السهل السريع الذي لا مجهود فيه .وغالبية السهل تجده معوج ومحرم أو منبوذ.

-كثرة المشتتات

كثر في زمننا اللهو ووسائل الإثارة والتسلية والتشتيت .حيث كل شيء متوفر بسهولة ويسر وبثمن بخس .

-غياب الوعي بأهمية الوقت

وعي المجتمعات العربية بأهمية الوقت جد قليل أو منعدم . حتى في التقاليد والأعراف المتعلقة بالعلاقات نجد لا أهمية للوقت. وهذا يساهم في إنشاء جيل مستخف مريض بكثرة الأعذار .

-العيش في توهان وسراب

المجتمعات المتشبعة بثقافة التخطيط والأهداف منذ الصغر تربط حياتها اليومية بالوقت. والتي تسير على نهج المجتمعات العربية التواكل والإستناد إلى الله ومقولة الرزق مضمون لا للثعب والإرهاق . تجد الوقت لديها شبه مغيب . علما أن الله سبحانه وتعالى أعطى في كتابه العزيز تعظيما كبيرا للوقت ؛ ويتجلى ذلك في سورة العصر.

وعليه أقول أن الوقت أنفاس لا تعود . الأمر هنا أشبه بالشهيق والزفير ؛أي نفس لا يمكن إسترجاعه أو تعويضه.لكوننا نسير على قانون التقدم كل شيء في الكون يسير نحو التقدم وليس نحو الماضي. لذلك الشخص الذي يطمح لرؤية وإكتشاف حقيقة الحياة وسر الوجود ؛عليه بتجويد علاقته بالوقت وتنظيمها والإلتزام في ذلك .وخير ما نتعلم به الإلتزام ونبرمج عقلنا الباطني عليه هو الصلاة .

وخير ما يبرمج به المرء عقله على احترام الوقت هو إقامة الصلوات الخمس حيث تدرب النفس على الإنضباط وتمكنها من الالتزام.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button