أخبارالرئيسيةثقافة و فن

هواجس وحكايات

كانت تلك الإوزة البيضاء تعبر المسافات، وتطوي الكيلومترات طي السحاب،مبروك عليك هذه البطة السريعة،نحتاج للزردة،والحجلة السريعة تحتاج إلى ندف من الصوف،جرت العادة أن نعلقها في كل شيء جديد،إبعادا للعين،وحفظا من الحسد، هذا البياض لاتنقصه غير أنغام أمازيغية،تتسلل خلسة انامل مرهفة لتمدك بحاملة اغاني،فجأة تنطلق آهات تماويت،واهازيج مشكلة من احيدوس واصوات امازيغية مفعمة بالحياة والحب والعطاء الغير المحدود.

الجبل يسكن قلبين يحبان الأمازيغية حتى النخاع،ومن حسن حظك أنك اول من دشن هذه المسعودة البيضاء،وهذا فأل حسن على انه بإمكانك أن تتربع على عرش قلبها.

بقلم/ خالد عبداللطيف

في تلك المقهى الحالمة،التي حملتما فيها إلى كلماتها رائحة الكوتليط المشبع بالشواء،المرفوق بقطع الطماطم الدائرية المشوية،والبصل المتعاقد مع كل الوجبات الشهية ،وعبر علبة كوكا المعدة في الكانيط،قرأت العرافة الكثير من الأفكار والهواجس والمخاوف، اختصارا لماض مؤلم اوشك على الانهيار والدمار كزلزال الحوز،قال لك: إني احبك..وفي وجه شريعتك لاتوجد غير محبة واحدة صادقة.

لم تصدقي الحكاية..ربما قد عشت حكايات كثيرة غريبة ومؤلمة،وبعضها يرقص على إيقاع رياح تهب من جميع الاتجاهات..
أيتها الفاتنة..لاتتمردي في حضرة الكتابة،فبين السطور تتحرك أسرار كثيرة…كلي…تبتسمين…خذي قطعة شحم…الا تحبين الدهنيات..تضحكين…يقول لك..لالذة في اللحم بغير فصوص الكلي المشبعة بالدهون…على تلك الطاولة الزجاجية الفاخرة،يتكلم كأس العصير،رذاذه البارد ونكهته الحلوة،هل تحبين السكر؟ رأيتك تعرفين براد الشاي بقطع كبيرة منه،قد تكون عادة سيئة،ولكن الأمازيغ يحبون السكر كثيرا،وقد يضعون قالبا كله في براد كبير…هذا الهوس الملعون بالسكر هو الذي اخذ خالتي الأولى والثانية وزوج خالتي وصديقتي فاطمة،وجارنا عباس والضاوية…

لن تخيفكما كمية الحلاوة في الكوكا والعصير،تلك حلاوة البداية،حلاوة التعاقد والعهد الجديد..
تحمس صديقك الى بناء علاقة تختتم بالزواج ،ضحكت من الاعماق من حديثه عن الحب والعطفة الصعبة،من نظرات عينيك يبدو انك عبرت انهارا كثيرة ،ولايدري رفيقك إن كنت قد رددت تلك الأغنية الشعبية الشائعة” الواد الواد ..ال واد…الواد خايفة من حملاتو…كل واحد وحظه…قال في نفسه…الله يلعن بو الزهر…

عبر الطريق الطويلة…كانت اغنية بختة تحدث في قلبين يرتعدان…قلت له: اوف بختة .. ذلك الماضي..الصوت الرحيم المبحوح…قال لك الرفيق،الشاب خالد كله نواح وبكاء،انه يشبه المنفلوطي في بكائيته،وجورج وسوف في نواحه،الوقت يمر بسرعة،كان يتكلم كثيرا وبلاحدود،كان ينتصر للثقافة والتجربة والممارسة،نكاية في الفراغ والبياضات والهواء والتكلس…كان يعرف ان الوقت لن يستطيع العبث معه ،وكانت الضيفة تعرف أن مجرد كلمات عابرة لن تدغدغ مشاعرها ،ولن تؤثر في قلبها ،ولن تنطلي عليها قصة العطلة التي طفت على سطح الأحداث دون إعلان او سابق إعلام…

على الطاولة..كان عجوز رفقة زوجته المسنة ،قالت له: انظر الى هذا النوع من الاخلاص الذي اندثر ولم يعد له وجود…
كان يتمنى من اعماله ان يتوقف الزمن،هذه أمنية العاشق،اشرب.. اشربي… الشاي حلو،كل…كلي…رائحة الشواء عبر الكوتليت..مغرية و جذابة…عاشت أولاد إيعيش منطقة الشواء بامتياز..وعاصمة بولفاف والطواجين البلدية… هنيئا لها..لقد دخلت موسوعة غينز ..إسوة بشواء ثلاثاء لولاد الملقب بفيني،وشواء تاكزيرت والشياظمة وبني مسكين وتاملالت ودكالة…

كاد ان يتوسل الى الحجلة البيضاء أن تتوقف قليلا،وتخفف من سرعتهالكنه خاف أن الصحه عيونه،استحلفها أن تتراجع عن قرارها،وأن نتوكل على الله،قال لها:
لاتلتفي للوراء، إجابته:

  • الماضي لايموت.
    فاجأته: لأول مرة يسمع امرأة تؤمن بتأثير الماضي على الانسان…
    اللعنة على العطلة رددت بصوت جهوري سمعه كل من في المقهى..
    رد عليها: انا متعب يارفيقتي..لم أعد قادرا عللى الدفاع عن ترميم ما لايرمم…
    تعبت من التوضيح وإثبات براءة الذات..
    قال لها: عما قريب ستتابعين الرحيل الى مسقط الرأس،وفي نبرة شبيهة بتوسلات طفل صغير..طلب منها ان يرافقها الى منطقتها الأمازيغية المجيدة…قالت له:
    -وماذا ستقول لأمي..
    وجد نفسه حبيسا والحيوانات في القفص..
    اغلقت في وجهه كل باب للأمل…
    نظر إليها نظرة من استنزفته كل المحاولات،وقال لها:
    افعلي مايحلو لك… منذ هذه اللحظة سألزم الصمت،ولن أحرجك…فإن جدت بشيء فهذا من صفاء معدنك،وإن اغلقت الباب في وجهي…ستكون السماء ساعتها قد اتشحت بسواد زوابع لم تعد تفكر في فتح الابواب.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button