أخبارالرئيسيةثقافة و فن

الشاعر نور الدين طاهري ينظم “أنغام الحياة”

إعداد وتقديم/ ذة أمنة برواضي- سلسلة “شاعر وقصيدة”(الجزء الثالث)

الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة الأولى مع الشاعر: نور الدين طاهري.

السيرة الذاتية:

نورالدين طاهري هو كاتب وشاعر مغربي يسعى إلى تعزيز موقعه في عالم الأدب من خلال أعماله التي تجمع بين الأصالة والتجديد. وُلد في مدينة بركان بالمغرب، وهي مدينة تتقاطع فيها التقاليد الثقافية مع إشراقة الحداثة، مما شكل خلفية غنية لإبداعه الأدبي.
بدأ مسيرته المهنية كأستاذ في التعليم الابتدائي في المغرب، حيث أسهم في تعليم الأجيال الصاعدة ونقل القيم الإنسانية والمعرفة. كان التعليم بالنسبة له أكثر من مجرد مهنة؛ بل رسالة تؤثر في حياة المتعلمين وتساهم في تشكيل وعيهم الثقافي والفكري.

في عام 2004، انتقل إلى بروكسل، حيث عمل كعضو ثقافي في السفارة المغربية. هذه الفترة كانت نقطة تحول هامة في حياته الأدبية، إذ أتيحت له الفرصة للتفاعل مع ثقافات متنوعة والتعرف على تجارب أدبية جديدة. هذه التجربة أضافت بعدا غنيا لأعماله الأدبية، مما ساعده على تشكيل رؤية متعددة الثقافات في كتاباته.
يتميز بأسلوبه الأدبي الذي يمزج بين الشعر العمودي والشعر الحر، مستفيدا من تأثيرات أدب المهجر. تعكس أعماله موضوعات مثل الهوية والاغتراب والحب بأسلوب متقن يجمع بين عمق التفكير وجمال التعبير. يتميز بقدرته على استخدام لغة شاعرية وصور بلاغية تنقل القارئ إلى عوالم جديدة وتجعل من أعماله تجربة أدبية غنية.
إلى جانب كونه كاتبا مبدعا، يُعرف بشغفه الكبير بالقراءة والبحث. اهتمامه بالكتب والتفاعل مع الأفكار الجديدة يعكس التزامه المستمر بالتعلم والنمو الشخصي. يظهر هذا الشغف في مساهماته النقدية التي تسهم في إثراء الحوار الأدبي وتقديم رؤى جديدة حول الأدب.
نورالدين طاهري نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يحرص على التواصل المباشر مع قرائه ومتابعيه. من خلال مشاركته مقتطفات أدبية وأفكارا ونقاشات حول القضايا الاجتماعية والسياسية، يعزز تأثيره كصوت معاصر في عالم الأدب.

الشاعر: نور الدين طاهري

حاليا، يعمل على نشر رواياته ودواوينه الشعرية، وقد نشر بالفعل روايتين باللغة العربية: “ترنيمة غريب” و”تيه في رحلة الحياة”، بالإضافة إلى رواية باللغة الفرنسية نُشرت في بلجيكا. لديه أيضا دواوين شعرية قيد الطبع، مما يعكس استمراريته في تقديم إبداعات أدبية جديدة.
من خلال إبداعه الأدبي ونشاطه الثقافي، يسعى نورالدين طاهري إلى تعزيز موقعه في عالم الأدب وتسجيل اسمه ضمن قائمة الأدباء المتميزين. إن جهوده المستمرة وإبداعاته المتنوعة تجعله واحدا من الأصوات الأدبية التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التراث والحداثة في الأدب المعاصر.

القصيدة:
” أنغام الحياة “

بين الضياء ولحظاتٍ خياليةٍ 
نسمو بأحلامٍ كنجمٍ دائمِ 
نسعى وفي درب الهوى نتحررُ 
والروح تُشرقُ في سكونٍ ناعمِ 

تسري الأماني كالنُجومِ تألُّقًا 
والفكر يسبحُ في فضاء الحالمِ 
طيف الخيال يسير في أعماقنا 
كالسحر يبعثُ في القلوب النعمِ 

في طرق الدنيا تسير خواطرٌ 
كالبحر يجري في السكون الهائمِ 
والأفق يفتح للعيون جمالهُ 
يحمل لنا وعدًا بصبحٍ باسِمِ 

نحيا على أملٍ ويشرق نورُنا 
نحو السعادة في زمانٍ قويمِ 
والروح تحلق في سماء الحبِّ 
كالنسر يعلو في فضاء عظيمِ 

فوق الأماني يلتقي نور المدى 
ويزهر الفجر في أفقٍ حليمِ 
تمضي الحياة كموجةٍ تتهادى 
في بحر نور كالضياء القاسمِ 

تسبح الأرواح في أفق الهناء 
تشرق الأحلام في ليلٍ بهيمِ 
والفجر ينثر ضوءه في روضةٍ 
والعشق يرفرف كالطير الفهيمِ 

ترنيمة الأحلام تنساب خافتًا 
في قلب ليل صامت كالخاتمِ 
بين النجوم تضيء نبضات المدى 
وتحلق الآمال كالحلم الناعمِ 

نسري بليلٍ مفعمٍ بالأُنسِ إذ 
تمضي الحياة كالنغم السائمِ 
ونشرق في درب الحنان سويًا 
كالفجر يسري في السحاب القائمِ 

نسمو ونبني في الوجود قصورنا 
نملأ الأكوان بالنور الكريمِ 
تزرع الحياة كزهرة في ريحها 
ترسل عطرًا في الأفق المستقيمِ 

يعبُر الزمان كالسحاب سريعًا 
ويحمل الأرواح في سفرٍ نديمِ 
يبقى الجمال في قلوب طاهرةٍ 
تسري بها الأحلام في دهر رحيمِ 

بين الأماني والحقيقة نلتقي 
فنحيا بسفرٍ لا يزال سليمِ 
تجري الأماني مثل نهرٍ صافيٍ 
تسبح الأرواح في ضوءٍ مقيمٍ 

فوق السحاب تمتد يد الفرحِ 
وتنثر البسمات في الكون القديمِ 
في قلب كل عاشق تزهر السُّنَا 
وتشرق الآمال في سفرٍ حكيمِ 

نحيا ونشرقُ في مدارٍ خالدٍ 
كالنجم يُضيءُ في ظلامٍ مُخيمِ 
تبقى الحياةُ ناصعةً بأمانِها 
والأرواح تحلقُ في فجرٍ مبتسمِ

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button