حكومة الغولف والقوارب..حين يصبح الجفاف مبرراً للرقص السياسي!
يبدو أن حكومة أخنوش دخلت في موسم جديد من السريالية السياسية، وكأنها تقتبس من افلام الخيال العلمي.
بينما شبابنا تائه ويفكر في الهروب تجاه سبتة المحتلة بحثًا عن “الفردوس الأوروبي”، نجد رئيس حكومتنا منشغلاً برقصة “راب” بين أحضان شباب حزبه: يرددون اغنية (أنا أبله وأمشي في الطريق السيار).
ربما بالفعل يعيشون في كوكب آخر، حيث الحكومة تُحلّق في السماء مع مشاريعها الورقية، بينما أرض مملكتنا تئن تحت وطأة اليأس والبطالة.
المفارقة العجيبة هي أن شبابنا لم يعودوا يحلمون بوظيفة أو تعليم جيد، بل أصبحوا يحلمون بالقوارب المتجهة إلى أوروبا.
فحينما تُسأل الحكومة عن حلولها للأزمة، يأتي الرد مبتذلاً: “نحن نتعامل مع الجفاف والتضخم ومخلفات كورونا”، وكأن الجفاف هو ما دفع الشباب إلى الهجرة، وليس الفشل الذريع في تقديم أي رؤية سياسية تنقذ الوضع.
ولننسى قليلًا موضوع الهجرة، فما الحل الذي وجدته الحكومة لأزمة التعليم؟ “الغولف”! نعم، وزير التعليم يعتقد أن إصلاح التعليم المغربي يتم عبر تعليم الأطفال كيفية ضرب الكرة في ملعب الأغنياء، وكأن مشكلة الطلاب هي نقص مهاراتهم في الغولف وليس اكتظاظ الفصول أو المناهج المتهالكة. “آش خاصك العريان؟ خاتم آ مولاي” أصبح شعار الحكومة الجديدة!
وأخيرًا، دعونا نعود إلى “وزير الميدان”، (وزير الفلاحة-محمد صديقي) الذي زار منطقة منكوبة بربطة عنق فاخرة وحذاء لامع، متناسياً أن الناس هناك فقدوا منازلهم وأحبابهم. ربما في مخيلته، كان يزور قاعة اجتماع في فندق خمس نجوم، وليس منطقة غمرتها المياه والأوحال.