أخبارالرئيسيةفي الصميم

الذكاء الاصطناعي..شر أم خير أم هما معا؟

شهد العالم اليوم تطورًا مذهلًا في مجالات التكنولوجيا، ويبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز هذه الابتكارات. يثير هذا التطور نقاشات واسعة حول تأثيره على مستقبل البشرية. فبينما يرى البعض في الذكاء الاصطناعي مستقبلًا واعدًا يحمل معه فرصًا كبيرة للتطور والنمو، هناك آخرون يرون فيه خطرًا قد يؤدي إلى هيمنة الآلات على البشر، وفقدان الوظائف، وربما حتى تهديد وجود البشرية.

  • التفاؤل بمستقبل الذكاء الاصطناعي.

يعتقد العديد من المتفائلين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث ثورة في مجالات عديدة، بما في ذلك الطب، التعليم، النقل، والصناعة. فالتقنيات المتقدمة قادرة على تحسين الإنتاجية وحل المشكلات المعقدة بسرعة فائقة، ما يتيح للبشر تركيز جهودهم على الابتكار والإبداع. على سبيل المثال، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، مما يعزز الدقة ويقلل من الأخطاء الطبية. كما أن السيارات ذاتية القيادة تُبشر بتقليل الحوادث المرورية وتحسين تجربة النقل

كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة OpenAI، عن رؤيته لمستقبل الذكاء الاصطناعي، في منشور نادر له عبر مدونته الشخصية.

بقلم/ احمد اكلكيم
صحافي و باحث في علم الاجتماع الاعلامي

وتبدو رؤية ألتمان شديدة التفاؤل، وهي متوافقة مع منصبه الحالي في الشركة الرائدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا، كما أنها تشبه توقعات العديد من قادة الذكاء الاصطناعي الآخرين.

وتوقع ألتمان أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى “الذكاء الفائق”، الذي يتجاوز قدرات البشر، خلال “بضعة آلاف من الأيام” على حد تعبيره، مما يعني أن قدومه بات أقرب مما نتوقع.

ويمكن أن يؤخذ توقع ألتمان على محمل الجد؛ لأنه بحكم منصبه الحالي مطلع على المشاريع الحالية والخطط المستقبلية لأهم شركة ذكاء اصطناعي في العالم حاليًا.

وكان الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جينسن هوانغ، قد صرّح أيضًا قبل عدة أيام بأن الذكاء الاصطناعي يتطوّر بسرعة كبيرة تتجاوز قانون مور، وهو قانون وُضع قبل عقود لوصف السرعة التي تتطور بها التكنولوجيا، خاصة في مجال الرقاقات الإلكترونية.

من جهة أخرى وصف ألتمان مستقبل الذكاء الاصطناعي بأنه سيشهد ظهور مساعدين شخصيين يعملون بنحو مستقل وقادرين على تنفيذ مهام متنوعة مثل التنسيق للرعاية الطبية.

وأشار ألتمان إلى أن الذكاء الاصطناعي سيقود إلى تقدم علمي كبير، إذ سيساعد في ظهور أنظمة جديدة أكثر تطورًا، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي سيحقق “ازدهارًا مشتركًا بدرجة تبدو غير قابلة للتصور اليوم”.

ومع ذلك، أكد ألتمان على ضرورة معالجة العديد من التحديات قبل تحقيق هذا المستقبل، مثل تكلفة الطاقة والمكونات الإلكترونية اللازمة لتشغيل هذه الأنظمة، مشيرًا إلى أن عدم بناء البنية التحتية المناسبة قد يؤدي إلى حروب بسبب المنافسة على الموارد المحدودة للذكاء الاصطناعي.

وتوقع ألتمان أيضًا حدوث تغييرات كبيرة في سوق العمل مع تطوّر قدرات الذكاء الاصطناعي، لكنه أوضح أنه لا يعتقد أن البشر سيواجهون نقصًا في الوظائف.

ومن جهة أخرى، واصل ألتمان حديثه حول الذكاء الاصطناعي خلال جلسة نقاشية مع المبعوث التقني للأمم المتحدة، أمانديب سينغ جيل، في حدث نظمته OpenAI على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في مانهاتن.

وأوضح ألتمان أن العالم قد أصبح يتقبل بسرعة الإنجازات التي كان يعتقد معظمنا أنها مستحيلة قبل بضع سنوات فقط.

وأثنى ألتمان على نموذج “o1” الجديد الذي أطلقته شركته حديثًا، والذي يمكنه إجراء تفكير عميق في المشكلات والمسائل، وله قدرات متطورة في الرياضيات، “ويعمل بمستوى المبرمجين النخبة”، على حد زعمه.

وقال ألتمان إن قدرات التفكير المنطقي التي يتمتع بها النموذج الجديد “o1” أقنعته بأن الذكاء الاصطناعي يقترب من تحقيق هدفه في دفع عجلة الاكتشافات العلمية.

  • الموقف من الذكاء الاصطناعي بين الأخو الرد…

وتأتي هذه التصريحات لتُضاف إلى النقاشات المتزايدة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في العالم؛ ففي الوقت الذي يرى فيه الخبراء في شركات تقنيات الذكاء الاصطناعي مستقبلًا واعدًا له، يخشى آخرون أن يؤدي إلى هيمنة الآلات على البشر وفقد وظائفهم، وربما هلاكهم

كبير من الناس الى الخوف منه، ففي استطلاع للرأي أجرته رويترز – إبسوس، الأربعاء، يرى معظم الأميركيين مما أدى بعدد الاصطناعي قد تعرض مستقبل البشرية للخطر.

ويشعر أكثر من ثلثي الأميركيين بالقلق من التداعيات السلبية للذكاء الاصطناعي ويرى 61 بالمئة منهم أنه قد يهدد الحضارة.

كما أن الرجل الملقب بالاب الروحي للذكاء الاصطناعي. جيفري هينتون غادر وظيفته في شركة كوكل حتى يتمكن من التحدث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي وقال” إن الخطر الداهم والأكثر إلحاحاً للبشرية، هو “الذكاء الاصطناعي”

  • المخاوف من فقدان الوظائف وهيمنة الآلات

ومع ذلك، يثير الذكاء الاصطناعي قلقًا كبيرًا حول مستقبل العمل. يشعر الكثيرون أن التوسع في استخدام الروبوتات والأنظمة الذكية قد يؤدي إلى استبدال العمالة البشرية في العديد من القطاعات، مما يُفاقم من مشكلة البطالة. ويرى هؤلاء أن التقدم التكنولوجي قد يزيد الفجوة بين المهارات المطلوبة في المستقبل وتلك التي يمتلكها الأفراد حاليًا، مما يجعل التأقلم مع هذا التطور أمرًا صعبًا للكثيرين.

  • هل نحن أمام هيمنة الآلات؟

وتبقى الأسئلة حول مدى سيطرة الذكاء الاصطناعي على حياة البشر معلقة.

هل يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي يومًا ما أكثر ذكاءً من البشر؟ وهل سيفقد الإنسان سيطرته على هذه التقنيات؟ هذه التساؤلات تُطرح بشكل متزايد في الأوساط العلمية والفلسفية.. كيف يمكن أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى قوة مهيمنة تتجاوز البشر في القدرات؟.

هذه نمادج من الأسئلة التي تثير مخاوف حول هلاك البشرية أو فقدانها للسيطرة على مستقبلها.

ختاما، الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تفتح الباب أمام فرص هائلة، ولكنه في الوقت نفسه يطرح تحديات كبيرة. التوازن بين استغلال فوائده وتجنب مخاطره يعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة هذه التكنولوجيا وتوجيهها نحو خدمة الإنسانية. و مع ذلك السؤال الأهم المعلق الذي يجب أن نطرحه: كيف يمكننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون أن نتركه يتحكم فينا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button