في خطوة تعكس أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب،أصدر البرلمان المغربي تعليمات صارمة تتعلق بالبروتوكولات الرسمية لحضور الجلسة المشتركة المقررة غدا الثلاثاء،حيث سيلقي ماكرون خطابا أمام نواب ومستشاري البرلمان في الساعة 11 صباحا .
وجه رئيسا غرفتي البرلمان، رشيد الطالبي العلمي عن مجلس النواب ومحمد ولد الرشيد عن مجلس المستشارين،مراسلة إلى النواب والمستشارين تحثهم على الالتزام بتعليمات دقيقة،تضمنت ارتداء لباس رسمي قاتم وعدم حمل الحقائب أو الهواتف النقالة،وذلك في إطار بروتوكول يهدف لإظهار أعلى درجات الاحترام أثناء استقبال الرئيس الفرنسي.كما طلب من النواب الحضور إلى قاعة الجلسات قبل الساعة 10:30 صباحا لتفادي أي تأخير ولضمان انسيابية الجلسة.
كما شملت الإجراءات توجيهات خاصة لركن سيارات البرلمانيين في مرآب المامونية بجوار وزارة العدل، بدلا من مرآب البرلمان كإجراء استثنائي ضمن الترتيبات الخاصة بالزيارة،ما يعكس الاهتمام الكبير بهذه المناسبة.
أبعاد وأهداف الزيارة
زيارة الرئيس ماكرون،التي تستمر ثلاثة أيام،تصحبها بعثة مكونة من كبار المسؤولين الفرنسيين ورجال الأعمال بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير الشراكات الاستراتيجية مع المغرب.وتتزامن هذه الزيارة مع تطورات في العلاقات الثنائية بعد إعلان فرنسا دعمها للموقف المغربي بشأن الصحراء المغربية واعترافها بخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل أساسي للنزاع وهو موقف يتماشى مع مواقف دولية داعمة للمغرب مثل الولايات المتحدة و يعكس تحولا في السياسات الفرنسية التقليدية.
لقاءات مكثفة ومشاريع مشتركة
من المقرر أن يستقبل الملك محمد السادس الرئيس ماكرون مساء اليوم الاثنين،حيث سيعقدان لقاء يهدف إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية تعزز التعاون بين البلدين.هذه الاتفاقيات التي تتضمن استثمارات مشتركة في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية،تعكس رؤية مشتركة لتطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز استقرار المنطقة.
كما سيعقد ماكرون غدا الثلاثاء لقاءات مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش،إلى جانب رئيسي مجلس النواب ومجلس المستشارين،وهو ما يعكس أهمية العلاقات البرلمانية في تعزيز الشراكة بين البلدين.وتعتبر الكلمة التي سيلقيها ماكرون أمام البرلمان المغربي حدثا بارزا، حيث من المتوقع أن يتناول فيها رؤيته للعلاقات المغربية-الفرنسية وتطلعاته للتعاون في قضايا مثل مكافحة التغير المناخي والتعاون الأمني والتحديات الاقتصادية.
من أجل شراكة استراتيجية طويلة الأمد
تأتي زيارة ماكرون برفقة وفد من رجال الأعمال الفرنسيين المهتمين بالاستثمار في المغرب،مع تسليط الضوء على قطاعات النقل واللوجستيات والطاقة النظيفة.من بين المشروعات المتوقعة،توقيع اتفاقيات للتعاون في مجال النقل،بما يشمل خططا لمشاريع سكك حديدية حديثة تربط بين المدن المغربية وتعزز بنيتها التحتية،وأيضًا توفير دعم فرنسي لتطوير ميناء الگويرة المزمع إنشاؤه في جنوب المغرب.
يأتي ذلك في إطار سعي فرنسا إلى تعزيز شراكتها مع المغرب في سياق المنافسة الإقليمية والدولية،وخاصة مع تصاعد التوترات مع الجزائر التي ترتبط بفرنسا تاريخيا ولكن تختلف معها حاليا في قضايا عدة، أبرزها قضية الصحراء المغربية.
تعكس زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحولا في التوجه الفرنسي نحو المغرب،حيث تسعى باريس لتعميق تعاونها مع الرباط على كافة المستويات،بما يضمن تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي للبلدين. وتأتي هذه الخطوة لتعزيز شراكة طويلة الأمد تدعم التوجهات الاقتصادية والسياسية للمغرب،مع فتح آفاق جديدة للاستثمارات والتعاون الأمني،ما يمثل نموذجا للعلاقات الثنائية المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.