أخبارالرئيسيةحضارات

الاسطورة والميثولوجيا

بقلم/ عبدالرحيم شمسي

الاسطورة (بالإنجليزية: Myth) هي تاريخ الآلهة قبل أن تخلق الالهة الإنسان .
الميثولوجيا هو العلم الذي يدرس الاساطير هو علم من العلوم الإنسانية، له ضوابط وقواعد كباقي العلوم الأخرى التي تناولت دراسة كل ما يخص الانسان. وضوابط الميثولوجيا لا يمكن للباحث ان يخرج عنها،لأن هذا العلم يكشف معالم خفية تحملها الاساطير من إشارات ورموز يستنبط منها أمورا كثيرة، تدلنا على جوهر الديانة التي تعتبر العمود الفقري لتلك الديانة. وهي الشكل السردي والقصصي لتلك الأديان القديمة حيث في الماضي لم تكن اغلب الشعوب تكتب وتقرأ لذلك كانت تلجأ الى توظيف الاساطير عن طريق روايتها للناس على شكل قصة، التي تحتفظ بطابع القداسة لانها غير قابلة للتغيير وا الاختراق. ولهذا عندما جاءت الكتابة دونت الشعوب قصصها واساطيرها خاصة الشعوب القديمة .

اذن الاسطورة ليست كالحكاية فهي تختلف عن المرويات التي تشبهها لأنها مشحونة بالمقدس، لها طابع الهي يميزها ويرفعها الى اعلى قيمة بإحتفاظها على أشياء استطاع علم الميثولوجيا ان يكشف عنها.
اذن الاسطورة يكون فيها الإله هو المركز أوقد يكون شبه اله لكنه يحمل شحنة المقدس.

اما الخرافة فلا تحمل في ذاتها إله لها طابع شعبي متدني، يكون مركزها كائنات غيبية متعددة ومختلفة وقد يكون انسان (مؤله ) رغم ان الانسان ليس بإله لكن الإنسان يخترع له قداسة تكون على شكل أسطورة.
اما بخصوص الحكاية الشعبية يكون البطل ليس كائن خرافي وليس إله انما هو انسان بسيط او الإنسان الشعبي، عكس عندما نذهب الى الملحمة نجد محورها الإنسان البطل. قد تجده على تماس مع الالهة له صلة معها يتحدث معها أو فيه جزء الهي مثل( اخيل) أو أخيليس (بالإغريقية) في الاساطير الاغريقية التي كانت تزعم أن له جزء انساني اما بقية اجزاءه فهي الالهة.

فالاسطورة قد تكون شعرية و قصصية و سردية تروى عن طريق النظم والشعر، لكن الخرافة تكون نثرية مثل خرافة ( علاء الدين والمصباح السحري).

والملحمة تختلف عن الاسطورة حيث تتميز كونها شعر وسرد وتطويل، اي فيها وقصص كثيرة. ومن هنا نخلص الى ان الاسطورة دينية لاتكون أدبية، وتكون أدبية عندما نخرجها من طابعها الديني ونضعها في الأدب ونستفيد منها في القصة والمسرح والرواية، مثل الاغريق اخرجوها من المعابد وإعادوا نظمها مسرحيا على يد شعراء مثل (هوميروس Homeros) وأخرون حيث صاغوا شعر ممسرح وقصصي .

واذا كان موقع الخرافة انها تكشف الخيال، ولا تتمتع برصيد في الواقع فالحكاية الشعبية تصنف ضمن السرديات القديمة التي هي متداولة وبسيطة .

اما الملحمة هي دنيوية قومية ولا تشكل جزء من الدين، وتجسد ابطال الشعوب فعندما نقول ملحمة (جِلْجَامِش )بالأكدية هو ملك تاريخي أسطوري لدولة الوركاء السومرية فإننا نكون قد جسدنا الشعبين البابلي والسومري وهكذا.

ومن اهم ما تتميز به الاسطورة انها مقدسة تتحدث عن التكوينات الكبرى،أما الخرافة فهي مثقلة بالخوارق والخرافات.في حين إن الحكاية الشعبية تعنى بالامور اليومية البسيطة .
وهناك نوعين من الملحمة نجد الملحمة الشعبية التي تألفها الشعوب والملحمة الادبية التي يألفها الادباء
ولكن بعودتنا الى أهم اسطورة هي اسطورة الخليقة البابلية.

كيف نصنف الاساطير في التاريخ؟

عصور ما قبل التاريخ خاصة في العصر الحجري سادت حكايات سحرية وأساطير، لكننا لانعلم عنها الكثير لأنها غير مكتوبة.
في عصر (النيوليتPre-Pottery Neolithic) بدأت الاسطورة، وفي عصر (الكالكوليت The Chalcolithic period) دخلت الاسطورة كعنصر أساسي في الدين، لأن في التاريخ القديم كانت هناك ديانات متعددة الآلهة لذلك دخلت الاسطورة كعنصر مهيمن واصبحت أساس الأديان القديمة، فالمرويات التاريخية كانت هي الاساطير.

وفي التاريخ الحديث الذي سمي عصر العلم، تصدى للاسطورة وأوقف زحفها وتقلصت الاسطورة واصبحت تبحث لها عن ملاذ آخر،وتجسدت في ابطال الرويات وإنفلت من مجالها الديني والتحقت بالمجال الدنيوي.
اما في التاريخ المعاصر نجد أن الاساطير خرجت من مجالها القديم واصبحت في الاعلانات وفي مجالات أخرى لكن لم تعد هي تلك الأساطير التي عرفناها سابقا، واصبحت متعلقة بشخصيات بطولية سواء كانوا رجال سياسة أو أبطال تاريخيين أو رجال دين أبطال افلام.

فولادة الاساطير كانت في العصر الحجري القديم (الإبيباليوليت Epipalaeolithic ) في هذا العصر ساد السحر بحيت كانت الطقوس السحرية هي السائدة، ولا وجود للاسطورة لأن الطقوس سبقت الاسطورة وهي أفعال أما الاسطورة فهي كلام لأن اللغة ظهرت قبل 45 الف سنة قبل الآن .

وبخصوص عصر الميزوليت العصر الحجري المتوسط (Mesolithic) ساد فيه طقس الإسخاتولوجيا ( Eschatology) مابعد الموت أو علم الأُخرويات وظهر السحر للالتحاق بالشمس، وبالتالي كان السحر هو الذي ولد الاسطورة خصوصا في مرحلته الأخيرة اي مرحلة الميزوليت،فقد انتشر سحرالانوميزم(Animism)اي سحر الأرواح،وانتقل اهتمام الإنسان الى الأرواح التي جسدت كآلهة الخصب. لكن مع ظهور الزراعة تغيرت الطقوس والحكايات السحرية وتحولت الى أساطير (أمومية) تتحدث عن إله واحد وهي الآلهة الام(Mother goddess) التي تجسدت في العصور القديمة باسم (عشتار ISHTAR)التي ارتبط إسم اسطورة بها لان اصل الاسطورة هي(استر) اي عشتار عكس ما تداوله اللغويون ان كلمة الاسطورة مشتقة من سطر يسطر. لكن كل الاساطير التي تحدتث عن الآلهة الأم إختفت لأنها كانت شفهية.

من عصر الاساطير الامومية الى عصر الاساطير الأبوية كيف ذلك؟

خلال عصر الكالكوليت العصر النحاسي (The Chalcolithic period) العصر الذي اكتشف فيه النحاس الحلقة الصفراء التي حولت الاسطورة الى اسطورة أبوية أصبح الأب هو مركز العائلة وإبنه هو الثاني فهمشت المراة وإبنتها.
اكتشاف النحاس غير الاسطورة من آلهة الام الواحدة الى آلهة متعددة ذكور،أيضا في هذا العصر ظلت الاساطير شفهية لان الكتابة لم تخترع بعد وظهرت أساطير الأب الشفهية الذي سيكون إله السماء وليست إلهة الأرض، واله السماء كما ظهرت أساطير الإله الابن وسيظهر صراعهم على الأرض من الذي سيخلف والده.
اما اساطير الشعوب البدائية هي شعوب ماقبل التاريخ لم تعرف الكتابة والقراءة وجدت في كل بقاع العالم لكن الانتروبولوجيون خلال القرن 19 والقرن 20 قاموا ببعثاث الى كل الشعوب البدائية ودونوا اساطيرهم ودياناتهم.
ومن ابرز الكتب التي دونت اساطير الشعوب كتاب الغصن الذهبي الذي يعتبر من أهم الدراسات الموسعة في الأساطير والأعراف الوثنية، بحث فيها الكاتب الميثولوجي الكبير سير جيمس فرايزر في المعتقدات البدائية بعد جمعه لكل تقارير الرحالة الانتروبولوجيون .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button