المغرب يعزز أوراقه الرابحة لتدعيم موقفه في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية
*
يشير المحللون السياسيون إلى أن الدبلوماسية المغربية تسعى حاليا لتعزيز موقفها التفاوضي مع الإدارة الأمريكية بقيادة الجمهوري دونالد ترامب،الذي سيباشر مهامه في يناير المقبل.ويتضح أن المغرب يعمل على استثمار الإعلان الرئاسي الذي وقعه ترامب مؤخرا والذي يعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ويدعم مبادرة الحكم الذاتي وذلك من أجل تحقيق تنزيل كامل لهذا الإعلان عبر البحث عن أوراق رابحة ودعمها قبل الدخول في جولة جديدة من التفاوض مع الجانب الأمريكي.
وقد شهد ملف الصحراء المغربية تطورات مهمة في الآونة الأخيرة،إذ أعقب التوقيع على الإعلان الرئاسي موجة من الاعترافات الدولية من قوى عالمية كبرى،مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا، إضافة إلى عدد من الدول الغربية.هذه الاعترافات تعزز الملف المغربي وتتيح له هامشا أوسع للتحرك دبلوماسيا وتوسيع دائرة المكاسب السياسية والاقتصادية.
ويوضح عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض في مراكش،أن التوقيع على الإعلان الرئاسي من قبل ترامب ليس مجرد اتفاق مرتبط بشخصية أو حكومة بعينها،بل هو “قرار دولة لدولة”،مما يعني أن المغرب كسب دعما ثابتامن الولايات المتحدة لا يتأثر بتغير الإدارات. وأضاف بلعمشي أن “الخطوة القادمة التي ينتظرها المغرب هي افتتاح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة كتمثيل دبلوماسي يعزز من قوة القرار الأمريكي،إضافة إلى دعم أكبر على المستوى الاقتصادي والسياسي.”
وتابع بلعمشي أن الاعترافات المتتالية من دول مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا والتي جاءت بعد توقيع الاتفاق،تعطي للمغرب دفعة كبيرة على الساحة الدولية،ما قد يدفع الولايات المتحدة للمشاركة بشكل أكبر في الاستثمارات داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقات المتجددة.
وفيما يخص الأوراق الرابحة التي يمتلكها المغرب في هذه المفاوضات، يشير بلعمشي إلى حجم الاستثمارات الكبيرة في الأقاليم الجنوبية،والدور الريادي الذي يلعبه المغرب في القارة الإفريقية باعتباره شريكا موثوقا لدى المجتمع الدولي. كما أن الاستقرار الأمني والسياسي الذي يتمتع به المغرب يعد من الأسس التي تبنى عليها شراكات خارجية طويلة الأمد مع الدول الكبرى.
وأشار بلعمشي كذلك إلى أن المغرب أصبح لاعبا رئيسيا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا وذلك من خلال مشاريعه الكبيرة ومبادراته الهادفة إلى تنمية القارة. فكلما زاد المغرب من تعزيز مكانته في إفريقيا،كلما ارتفع الطلب الدولي للتعاون معه في إطار شراكات استراتيجية،ما يضعه في موقع قوة تفاوضي أكبر أمام الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى.
وفي ختام حديثه،أكد بلعمشي أن التزايد المستمر للضغط الأوروبي لدعم قضية الصحراء المغربية يعد ورقة رابحة،إذ يعكس تنوع الشركاء الدوليين للمغرب،مما يجعل موقفه التفاوضي أقوى مقارنة بما كان عليه في 2020،ويشير إلى إمكانات كبيرة لتطوير الموقف الأمريكي في المستقبل القريب.