الشعبويون في السياسة المغربية..ضرورة العودة تلبية لاحتياجات الشعب
الحدث الافريقي- زهير أصدور
في ضوء التطورات السياسية العالمية، يتضح أن العالم بأسره يعيش في مرحلة انتقالية تشهد صعود الشعبويين في مختلف الدول، بدءًا من دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية، وصولًا إلى شخصيات مغربية مثل عبد الإله بنكيران، حميد شباط، وإدريس لشكر، الذين لعبوا أدوارًا بارزة في المشهد السياسي المحلي. ومع تزايد الإحباط الشعبي من الحكومات الحالية التي يراها البعض بعيدة عن اهتمامات المواطنين، تبرز الحاجة لعودة الشعبويين للمساهمة في إحياء السياسة المغربية وتنشيطها.
الشعبوية: مدخل لتلبية احتياجات الشعب
إن الشعبوية، رغم ما يقال عنها من بساطتها أو حتى تطرّف بعض ممارساتها، قد تكون المخرج الوحيد لمشاكل الشعب المغربي المتراكمة. ففي وقت يزداد فيه التباين الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء، ويعاني فيه العديد من المواطنين من البطالة وتردي الخدمات الأساسية، أصبح من الضروري أن يكون هناك من يتحدث بلسان الشعب، ومن يضع مصالحهم أولًا. في هذه الحالة، لا شيء يمكن أن يكون أكثر فعالية من الشعبويين الذين يعرفون كيف يصلون إلى القلوب الشعبية ويمنحون الناس الأمل في التغيير.
عودة بنكيران، شباط، ولشكر: فرصة للتغيير الحقيقي
عبد الإله بنكيران، الذي قدم نفسه على أنه رجل الشعب، استطاع أن يشق طريقه إلى قلوب الناس من خلال خطاب مباشر يعبر عن تطلعاتهم ويطالب بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد. عودته إلى الساحة السياسية من شأنها أن تعيد البريق إلى الخطاب الإصلاحي، وستُبعث في الشعب المغربي آمال جديدة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
أما حميد شباط، الذي قد يُنظر إليه على أنه شخصية مثيرة للجدل، إلا أن دوره في المعارضة لم يكن يومًا إلا في سبيل محاربة التهميش وتلبية مصالح المواطنين البسطاء. إذا عادت شخصيته إلى الساحة السياسية، يمكن أن تُحدث تحولًا في طريقة التفكير السياسي السائدة اليوم، وتعيد التركيز على القضايا الحقيقية للمجتمع.
إدريس لشكر، وإن كان يمثل جزءًا من الخطاب الرسمي، إلا أنه يبقى أحد الشخصيات التي قد تساهم في تفعيل سياسة تجمع بين النخب وتستجيب في ذات الوقت للهموم الشعبية، فهو قادر على جمع القوى المختلفة للوصول إلى حلول توافقيّة تُرضي الجميع.
أخنوش: دور ضعيف في تلبية المطالب الشعبية
عزيز أخنوش، رغم كونه رئيسًا لتحالف حكومي يضم العديد من الأحزاب الكبرى مثل الاستقلال والأصالة والمعاصرة (PAM)، لم يُظهر قدرة حقيقية على التعامل مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي يعاني منها الشعب المغربي. وعلى الرغم من أنه قد يكون قائدًا حكوميًا ذا تأثير سياسي، إلا أن صورته في عيون الطبقات الشعبية لا تبشر بكثير من التغيير الحقيقي. الحكومة الحالية، تحت قيادة أخنوش، عجزت عن تجسيد الخطط الطموحة على أرض الواقع، ويبدو أن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية تتفاقم.
ضرورة العودة إلى الشعبوية
في هذا السياق، فإن عودة الشخصيات الشعبوية مثل بنكيران وشباط ولشكر قد تكون ضرورية لإعادة تحفيز السياسية المغربية على مواجهة القضايا الحقيقية. هؤلاء الزعماء لديهم القدرة على مخاطبة الشعب بشكل مباشر، ودفع عجلة الإصلاحات بشكل أسرع، مع التركيز على الفئات المهمشة والمحرومة. الشعبوية قد تكون الجسر الذي يمكن أن يعبر عليه الشعب المغربي إلى مستقبل أفضل بعيدًا عن الوعود السياسية الفارغة.
الشعبوية سبيل للتغيير
لا يمكن تجاهل تأثير الشعبويين في إحداث التحولات الكبرى في السياسة المغربية. هؤلاء السياسيون قادرون على تحويل النقاشات العامة إلى قضايا تلامس هموم المواطنين مباشرة، مع إصرارهم على وضع القضايا الاجتماعية في صدارة الأولويات. العودة إلى الشعبوية قد تكون أكثر فاعلية من أي حلول تقليدية، فهي تمثل فرصة لإعادة تأكيد سلطة الشعب في تحديد مصيره، ومعالجة قضاياه المعيشية والاجتماعية