أخبارإفريقيا

تغييرات عسكرية في غرب أفريقيا وفشل إستراتيجية “استئصال الإرهاب”

عرفت منطقة غرب أفريقيا توتر أمني وعسكري في السنة الماضية، بسبب نشاط الحركات الإسلامية المسلحة،وانقلابين في كل من مالي وغينيا، بالإضافة إلى استمرار الحكم العسكري في تشاد بعد وفاة الرئيس “إدريس ديبيه” في أبريل 2021 وخلافة ابنه له.

واستعادت فرنسا تموضعها في المنطقة وغييرت من خططها العسكرية بالتراجع عن عملية “برخان”، على إثر الخلافات مع الطغمة العسكرية الحاكمة في مالي والتي سارت في إتجاهات معادية للوجود الفرنسي؛ لتبقى فرنسا أهم الفواعل العسكرية الأجنبية في منطقة الساحل.

وتشهد هذه المنطقة نشاطا للحركات الإسلامية المسلحة التي تعجز دول”إكواس” وهو تجمع يضم 15 دولة، عن التصدي لها بصورة فعالة، خصوصا وأن هذا التجمع السياسي كان قد وضع إستراتيجية عمل لـ”استئصال الإرهاب” بين 2020 و2024، إلا أن هذه الجهود لا يبدو أنها تؤتي ثمارها لحد الساعة.

وتعرف الحركات المتمردة انتعاشا في كل من “بوركينا فاسو” و”مالي” و”النيجر”، وقد أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين في سنة 2021، وتعتمد هذه الحركات على تكتيكات تمزج بين حروب العصابات والعمليات الإرهابية، بالاعتماد على سرعة الحركة والهجمات الخاطفة التي توفرها الدراجات النارية وعربات نصف النقل.

ورغم أن الجهود الأوروبية التي تقودها فرنسا قد أظهرت نتائج ناجحة من الناحية التكتيكية، فإن خطر هذه الجماعات المسلحة يظل موجودا، وتزامن هذا مع إعراب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إحباطه للجهود العسكرية في “مالي” واعتبر أنه من المستحيل الاستمرار إلى الأبد في الوجود العسكري بالمنطقة، واتهامه السلطات المحلية بعدم تحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن، كما أعلنت فرنسا وقف التنسيق العسكري مع الجيش “المالي” بعد الانقلاب في غشت 2020.

وتطمح فرنسا أن يقدم المجتمع الدولي دعما أكبر لمجموعة “تاكوبا” الأوروبية المتواجدة في المنطقة، بالإضافة إلى “مجموعة الخمسة” في الساحل، إلا أن فرنسا من خلال طلب الدعم الدولي تعبر في الحقيقة عن إحباطها من هذا التورط العسكري، خصوصا مع التقارير التي تصلها على أن بعض العواصم الإقليمية تنخرط في مفاوضات مع ذات الجماعات التي تحاربها في المنطقة.

ويعتبر دخول روسيا إلى المنطقة، أهم متغيرات القطاع العسكري من بوابة مالي، إذ وقّع الطرفان اتفاقية تعاون دفاعية في سنة 2019، كما شهدت البلاد عدة مظاهرات رافضة للوجود العسكري الغربي في البلاد، وقد عبرت كل من واشطن وباريس عن قلقها بسبب التقارير التي تشير إلى اعتماد مالي على مجموعة “فاجنر” الروسية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button