أخبارثقافة و فن

المغرب يتوفر على 582 نوعا من الطيور لها نظامها الخاص


صدر كتاب جديد بعنوان “طيور المغرب”، من طرف فريق من الباحثين في علم الطيور يتكون من باتريك بيرجيي، ميشال تيفنو، عبد الجبار قنينبة وجان روش هوليي. وساهم في تمويله مؤسسة “مافا” في فرنسا، والعديد من الجمعيات الفرنسية والمغربية، إضافة إلى مساهمة بعض الأشخاص المهتمين بالمجال ومنهم الأستاذ عبد الجبار قنينبة. ونظم حفل توقيع الكتاب تحت إشراف الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية بمقهى دار شريفة الأدبي بمدينة مراكش في 18 ماي الجاري.

يتوجه الكتاب إلى فئة المختصين في علم الطيور، ولكن طريقة كتابته تجعله سهل المنال لدى فئات عريضة من المهتمين بالطبيعة في المغرب.
تناول الكتاب الجديد حول طيور المغرب 582 نوعا من الطيور المغربية مع بيانات دقيقة عن توزيعها وتكاثرها وهجرتها، وينتهي الكتاب بعدة ملاحق، إضافة إلى مواضيع مهمة منها تاريخ علم الطيور في المغرب ومواقعها الجغرافية، وطبيعة المناخ الذي تعيش فيه، كما أكد على ضرورة حفظ الأنواع والبيئات.
وصرح عبد الجبار قنينبة الباحث في المعهد العلمي بالرباط، حول أهمية الكتاب “نظرا لأن الكتاب يقدم معلومات دقيقة عن توزيع الطيور وبيئاتها، فإنه يمكن أن يساعد مصوري الحياة البرية (المحترفين أو الشباب المبتدئين) في العثور على الطيور الأكثر إثارة للاهتمام لتصويرها”. وأشار قنينبة إلى أن “فكرة إنجاز هذا الكتاب جاءت خلال عرض تقديمي في باريس في أوائل عام 2018 حول طيور الصحراء، وكان المؤلفون قد قرروا جمع كل البيانات عن طيور المغرب في عمل واحد”.

ويعتبر المؤلَّف -وفق ما ورد في كلمة كل من باتريك بيرجيي وعبد الجبار قنينبة خلال حفل تقديم الكتاب بالمعهد العلمي بالرباط- ثمرة عشرات السنين من العمل بهذا المعهد للحصول على المعطيات الكافية التي تم توظيفها لإنجاز هذا الكتاب. إضافة إلى تعاون هواة مراقبة الطيور ومحبي المجنحات ومصوري الحياة البرية.
واستغرق إنجازه أربعة أعوام وفق حليمة بوصديق رئيسة الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية التي حضرت هذا الحفل.
وقالت حليمة بوصديق أن الكتاب يقدم لمحة تاريخية عن علم الطيور بالمغرب (الأورنيتولوجيا)، وكذلك الأوساط الطبيعية بالمغرب وموقعها الجغرافي، كما يتناول بالتفصيل لائحة المجنحات التي تمت مشاهدتها بالمغرب، سواء المستقرة منها أو تلك التي تفد إلى المغرب خلال موسمَي الهجرة.


وتطرق لموائلها وتوزيعها الجغرافي وفترات هجرتها وتوالدها ووضعيتها، ولم يستثن الأنواع النادرة أو المتوطنة والأنواع التراثية والأنواع المتوالدة بصفة منتظمة أو المتوالدة التي انقرضت منذ عام 1900.
وجاء كتاب “طيور المغرب” لمؤلفيه باللغتين الفرنسية والإنجليزية، ليغني المكتبة الخاصة بعلم الطيور بالمغرب، وعلى الرغم من أن هناك ما لا يقل عن ستة مؤلفات صدرت في الموضوع، فإنها لم تتطرق لجميع الأنواع التي تم رصدها بالمغرب والتي بلغت 582 نوعا، ولا لجميع جهاته.

وذكر عبد الجبار قنينبة “يعود أول بحث علمي عن الطيور المغربية إلى القرن الـ19، ويرجع أساسا إلى علماء الطبيعة الأوروبيين الذين يمرون عبر المغرب أو يتمركزون فيه، ومنذ ذلك الحين تم جمع كمية كبيرة من بيانات علم الطيور.
ونشر أول عمل رئيسي في عام 2003 من قبل اتحاد علماء الطيور البريطانيين، من طرف ميشيل ثيفينو وراي فيرنون وباتريك بيرجي، حيث جمع هذا الكتاب ولخص جميع البيانات المتاحة حتى الآن عن طيور المغرب.
ووفق الباحث عبد الجبار قنينبة ظلت هناك فجوة كبيرة واحدة، وهي أن البيانات المتاحة عن الطيور من “الصحراء الأطلسية” كانت غائبة تقريبا. ونشر الكتاب الموجز تحت عنوان “طيور الصحراء الأطلنطية المغربية”، الذي كتبه باتريك بيرجير، وميشيل ثيفينو، وعبد الجبار قنينبة (بالتعاون مع جان روش هولير) في عام 2017 عن طيور هذه المنطقة منذ 20 عاما.
وتم تحديث العديد من البيانات في الكتاب الجديد عن “الصحراء الأطلسية”، الذي تطلب تركيبا جديدا على طيور المغرب كله، وهذا ما تم تحقيقه في عام 2022 من قبل نفس الفريق باتريك بيرجير وميشيل ثيفينو وعبد الجبار قنينبة وجان روش هولير، الذي نشر من طرف “جمعية دراسات علم الطيور” بفرنسا.

وذكر قنينبة إنه تم نشر العديد من الأعمال عن طيور المغرب أو هي قيد النشر، لكنها أقل علمية؛ وهي مخصصة بشكل أساسي لغير المتخصصين، أما الكتاب الجديد فهو في الأساس من الكتب المصنفة على أنها “كتب جميلة”، لأنها موضحة بصور جميلة جدا وتحتوي على نصوص مختصرة جدا.

وصرحت حليمة بوصديق “تشرفت بتوظيف صوري لتوضيح… بعض الأنواع الواردة في الكتاب، إيمانا مني بأن مصور الحياة البرية يجب أن ينخرط في الدفاع عن القضايا البيئية، ويعمل على توثيق الأنواع الحيوانية والنباتية”؛ لما له من أهمية في تثمين التراث الطبيعي الذي يزخر به المغرب.
ويكون مصور الحياة البرية شاهدا على اختفاء بعض البيئات الطبيعية كما هو الحال بالنسبة لـ”ضاية عوا” و”ضاية التقدم” التي كانت كل منهما تؤوي مئات الطيور المهاجرة وتلعب أدوارا مهمة في حماية المناطق الموجودة بها من الفيضانات، فضلا عن تعزيزها للفرشاة المائية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button