المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خطة ملكية بآفاق تنموية واعدة
قطعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مجموعة من المراحل منذ إعطاء انطلاقتها في 2005. وجددت بدخولها المرحلة الثالثة بشكل عميق رؤيتها من خلال التركيز بالأساس على تثمين الرأسمال البشري ومؤهلات الأجيال الصاعدة في بلادنا.
وتعد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في كثير من النواحي، تجربة فريدة في مجال التنمية الاجتماعية والبشرية، سواء على المستويين الوطني أو الدولي، وذلك بالنظر لكونها ورشا ملكيا يحظى بالعناية السامية لجلالة الملك، وبالنظر أيضا إلى أن الطموحات التي تسعى إلى تحقيقها توجد في مستوى هذه الثقة الجليلة.
وتعتبر كذلك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قصة الملايين من المواطنين الذين استفادوا منها على مدى كل هذه الأعوام. فسواء على مستوى محاربة الهشاشة والإقصاء، أو تحسين الولوج للخدمات الصحية والتعليم، والتشغيل، تعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الوقت نفسه حاضرة ومرنة، كما كان الحال عندما تطلب الأمر أن تكون أكثر تفاعلا من أجل مساعدة الساكنة المتضررة من الأزمة الصحية.
نجحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بفضل تجربتها الميدانية الطويلة، في أن تتموقع كقطب جامع غير مسبوق، باعتبارها ملتقى للسياسات العمومية، ولمبادرات المجتمع المدني ودعم الشركاء في مجال التنمية.
واختيار موضوع الذكرى الـ17 دليل على الاهتمام المتنامي الذي تخص به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكافة الفاعلين في مجال التنمية البشرية هذه الشريحة العمرية، المدعوة أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدورها كاملا باعتبارها قوة حية في بناء مغرب مزدهر، ومنفتح ومتضامن في الآن نفسه، وفقا لطموحات جلالة الملك.
انخراط شبيبة الإقليم في المشاريع الطموحة والمبتكرة
دعمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحسيمة، خاصة في مرحلتها الثالثة، الجهود الهادفة إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي لشابات وشباب إقليم الحسيمة.
وأكد عامل إقليم الحسيمة، فريد شوراق، في كلمة ، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 17 لتفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنت من تقليص مؤشرات الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وتعزيز و النهوض بريادة الأعمال والتشغيل الذاتي لدى شباب الإقليم. وأشاد، بالجهود المبذولة من قبل مختلف الفاعلين والشركاء المؤسساتيين لمواكبة الشابات والشباب حاملي المشاريع في إنجاز مشاريعهم على أرض الواقع، وتمكينهم من التكوينات الضرورية لإنجاح مشاريعهم. وأبرز أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تسعى دائما إلى الاستجابة لتطلعات وانتظارات الساكنة، ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي وتحقيق العدالة المجالية. ونوه بانخراط شابات وشباب الإقليم في مشاريع طموحة ومبتكرة، تغطي مختلف المجالات والميادين، وحرصهم على إخراجها إلى حيز الوجود، مشددا في السياق ذاته على ضرورة انخراط واستفادة مختلف المناطق التابعة للإقليم من برامج التمويل والدعم لخلق مشاريع تنموية تساهم في إحداث العديد من فرص الشغل.
واستعرض فريد شوراق، في كلمة سابقة، فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أبدعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي ترتكز أساسا على محاربة الهشاشة والاقصاء الاجتماعي، والنهوض بالرأسمال البشري، وتشجيع الإبداع وروح المبادرة لدى الفئات التي تعاني من صعوبات الاندماج الاجتماعي والاقتصادي. وشدد على أهمية هذه المرحلة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تستهدف النهوض بالرأسمال البشري بدءا من الطفولة المبكرة التي تشكل أساس تنمية الرأسمال البشري.
حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب
قدمت خلال اللقاء حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب على مستوى إقليم الحسيمة، والذي يندرج ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويضم ثلاثة محاور تتمثل في دعم ريادة الأعمال لدى الشباب، ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ودعم التشغيل.
أفادت معطيات محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأنه تم خلال عام 2021 تسجيل 69 ملف ترشيح، تم انتقاء 13 مشروعا منها، وأنجزت جميعها بغلاف مالي يقدر ب 4ر4 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها 2 مليون درهم. وعرف عام 2022 تقديم 42 ملف ترشيح، توجد في طور الانتقاء الأولي قصد تقديمها أمام اللجنة الإقليمية للتنمية الاقتصادية. ويبلغ مجموع الاعتمادات المالية المرصودة لها 3 ملايين درهم.
وأنجز 20 مشروعا بمحور دعم ريادة الأعمال لدى الشباب خلال عام 2020. ويوجد مشروعان اثنان في طور الإنجاز بمبلغ إجمالي بلغ 3ر5 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 7ر1 مليون درهم.
وأنجز خلال عام 2021، 22 مشروعا، ويوجد 34 مشروعا في طور الإنجاز، وذلك بمبلغ إجمالي ناهز 9ر7 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة ب 2ر3 مليون درهم. ويبلغ عدد المشاريع المستهدفة خلال عام 2022، 63 مشروعا، سيرصد لها اعتماد مالي إجمالي يناهز 5 ملايين درهم.
وشمل برنامج هذا اللقاء تقديم نماذج خاصة من المشاريع المنجزة، وهي خمسة مشاريع ممولة في إطار برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، تهم تقديم الخدمات الذكية، وتثمين وتسويق المنتجات المجالية، وتنظيم الحفلات وخدمات التوصيل، وورشة لتصميم الأزياء، بالإضافة إلى مأوى سياحي قروي.
مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعام 2022
صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالحسيمة، خلال شهر مارس المنصرم على مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم برسم عام 2022، والتي تندرج في إطار البرامج الأربع للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتمت المصادقة في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب برسم عام 2022، على دعم تمويل ومواكبة 90 مشروعا في إطار محور دعم الحس المقاولاتي لدي الشباب، ودعم تسيير وتأطير منصة الشباب، وتمويل المشاريع المندمجة ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لفائدة 60 مستفيدا ومستفيدة، ودعم قابلية التشغيل لدى الشباب عبر تقوية قدراتهم وتأهيلهم للولوج لفرص الشغل.
اعتماد جيل جديد من المشاريع المحدثة لفرص الشغل والمدرة للدخل
مكنت المشاريع المدعمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة عددا من شباب إقليم الحسيمة من فرض ذواتهم والانخراط بقوة في الحياة الاقتصادية.
وصرح عبد النعيم الفاسي، رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بعمالة إقليم الحسيمة، حول الدفعة القوية التي أعطتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالحسيمة للشباب حاملي المشاريع، أنه تم في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بالإقليم برسم الفترة 2020-2021، إنجاز ما مجموعه 78 مشروعا ضمن محور دعم ريادة الأعمال لدى الشباب، أنجز منها 44 مشروع، ويوجد 34 مشروعا آخر في طور الإنجاز. وأن الكلفة الإجمالية لهذه المشاريع، التي تهم الشباب حاملي أفكار المشاريع والباحثين عن فرص الشغل، تقدر بحوالي 13 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها نحو 5 ملايين درهم. ونوه ب 13 مشروع المنجز ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني برسم عام 2021. ودعا شباب الإقليم إلى التوجه إلى منصة الشباب المتواجدة بمدينة الحسيمة لتسجيل أفكار مشاريعهم وتلقي التكوينات المناسبة، للاستفادة مستقبلا من الدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة وأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالحسيمة في مرحلتها الثالثة، ساهمت بشكل بارز في تعزيز الإدماج الاقتصادي للشباب والنهوض بريادة الأعمال لديهم، واعتماد جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل.
مطالبة رؤساء جماعات الإقليم بـ”إرجاع” أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
عهدت وزارة الداخلية إلى رجال السلطة بمختلف رتبهم ودرجاتهم، بمهمّة ترؤس اللجان المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وإعادة تحديد مهام أجهزة الحكامة بالكيفية التي تضمن لها النجاعة والفعالية اللازمتين في المستوى المجالي الذي تشتغل فيه، بعد تسجيل كثير من حالات الخروقات بهذه المشاريع من قبَل بعض رؤساء الجماعات من أجل “الاغتناء” على حساب الفئات التي وُجّهت لها هذه المشاريع، عبر العديد من “التلاعبات الخطيرة”، التي طالت ظروف وملابسات تفويتها والطرق التي تم بها “إنجازها”. وقررت وزارة الداخلية أن تسحب مهمة “تدبير” مشاريع المبادرة من رؤساء الجماعات، الذين كانوا يترأسون هذه اللجان المحلية.
ووجّه فريد شوراق، مراسلة إلى رؤساء الجماعات الترابية التابعة للإقليم، طالبهم فيها بـ”إرجاع” أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الموضوعة في حسابات جماعاتهم إلى الصندوق المخصص للمبادرة.
ودعا عامل الإقليم في مراسلته، رؤساء الجماعات المعنية إلى إدراج نقطة تحويل أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن جدول أعمال الدورة العادية لشهر أكتوبر المنصرم. ويأتي ذلك بعدما أعادت وزارة الداخلية هيكلة حكامة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لوضع حدّ لـ”الاختلالات” التي شهدتها عدة مشاريع يتم تمويلها بأموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.