أخبارتقارير وملفات

الصندوق الأسود ل”داعش” في قبضة الأمن التركي

انتشر خبر إلقاء القبض على الزعيم الجديد لتنظيم “داعش” الإرهابي أبو الحسن القرشي واسمه الحقيقي جمعة عواد البدري شقيق الخليفة السابق للتنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي، وذلك خلال مداهمة جرت مؤخرا في إسطنبول.
ونقلت وكالة “بلومبرج” للأنباء عن مسؤولين أتراك رفيعي المستوى قولهم أن عناصر من شرطة مكافحة الإرهاب والاستخبارات ألقوا القبض على رجل يعتقدون أنه هو الذي يقود التنظيم منذ مقتل زعيمه السابق في عملية أمريكية في سوريا في فبراير.
وذكر المسؤولون اليوم الخميس 26 ماي الجاري، أنه تم إبلاغ الرئيس رجب طيب أردوغان بإلقاء القبض على المشتبه به، فيما أفادت “أودا تي في” بأنه من المتوقع أن يعلن الرئيس خبر الاعتقال خلال الأيام القادمة.

الخليفة” الجديد لـ”داعش” صندوق أسود يمارس التمويه

يعتبر أبو الحسن الهاشمي القرشي، أحد الخمسة المرشحين لتولي قيادة تنظيم “داعش” الإرهابي، بعد مقتل زعيمه السابق  أبو إبراهيم القرشي إثر عملية أمنية أمريكية في الأراضي السورية، في الثالث من فبراير الماضي.
ويخضع الخليفة” الجديد لـ”داعش” لعملية التمويه التي يمارسها “داعش” في الأعوام الأخيرة، عبر منح قياداته الرئيسية عددا كبيرا من الأسماء والكنى، في محاولة لحماية هوايتهم الحقيقية من أجهزة الإستخبارات العربية والأجنبية، ويشبه ” الصندوق الأسود”.
وكان المرشحون الأربعة لقيادة داعش هم: أبو مسلم أحد القيادات الرئيسية في مدينة الأنبار، وأبو خديجة، وأبو صالح، والأخيران من قيادات الصف الأول الذين كانوا مقربين من زعيم التنظيم الأسبق، أبو بكر البغدادي، إضافة إلى القائد الميداني أبو ياسر العيساوي الذي تتضارب الأنباء حول مقتله.
أما المرشح الخامس الذي أصبح زعيما للتنظيم بالفعل، فهو أبو الحسن الهاشمي القرشي؛ وهو عراقي يقول التنظيم إنه قرشي النسب، لإضفاء شرعية على اختياره؛ لأن “داعش” يشترط القرشية فيمن يتولى منصب القيادة.
وأبو الحسن الهاشمي هي كنية ثانية لزيد العراقي؛ أمير ديوان التعليم سابقا في التنظيم، وهو يختلف عن أبو زيد العراقي أحد القيادات الميدانية في “داعش”.
كان أبو الحسن الهاشمي أو زيد العراقي، يتولى إمارة ديوان التعليم في التنظيم وقت بسط الأخير سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق وإعلان خلافة مزعومة، لذلك يلقب أيضا ب”أستاذ داعش”.
ويعرف عادة زعماء “داعش” بأكثر من كنية، فأبو بكر البغدادي هو نفسه إبراهيم عواد البدري، وأبو دعاء السامرائي، كما أن أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو نفسه حجي عبد الله قرادش، وأبو عمر قرادش.
ويتحكم المنحدرون من العراق  في كل شيء ويديرون العمليات الميدانية، ويعرفون بـ”الأمراء العراقيين” داخل التنظيم، ويعد زيد العراقي أحد قيادات الصف الأول القلائل المتبقين على قيد الحياة.
وتقلد زيد العراقي على مدار أعوام داخل تنظيم “داعش” عدة مناصب، كأمير ديوان القضاء والمظالم، والمسؤول عن إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية، وأمير ديوان التعليم، ويعد أحد القيادات التي تصف نفسها بـ”الشرعية” أي الدينية، داخل التنظيم. ويعد “الخليفة الجديد” من قيادات الصف الأول المقربة من مؤسس التنظيم وزعيمه الأول، أبو بكر البغدادي.

زعيم “داعش” فجر نفسه بحزام ناسف كسابقه البغدادي

أعلنت أمريكا في الثالث فبراير الماضي، عن مقتل أبو إبراهيم القرشي، في عملية أمنية في شمال غرب سوريا،حيث كانت القوات الأمريكية تعرف موقع زعيم “داعش” ومستعدة لتنفيذ العملية ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن بالفعل على التنفيذ. لكن سوء حالة الطقس في شمال غرب سوريا والرغبة في تنفيذ المهمة في ليلة غير مقمرة، أديا إلى تأجيل العملية إلى الثاني من فبراير.
ولتجنب أي حادث عرضي، نبه الأمريكيون إسرائيل وتركيا وروسيا، ممن لهم قوات في شمال غرب سوريا، قبل وقت قصير من بدء المهمة.
وانطلقت التحذيرات باللغة العربية لحث السكان بالطابق الأول وكذلك الآخرين في الطوابق الأخرى على الإخلاء، بعد فترة قصيرة على وصول الكوماندوز لتنفيذ العملية. وذكر المسؤولون الأمريكيون، أن انفجارا هائلا أكبر بكثير من سترة انتحارية وبمتفجرات تتراوح ما بين 5 إلى 10 أرطال، وقع بالطابق الثالث في نفس الوقت تقريبا، حيث فجر زعيم “داعش” نفسه باستخدام حزام ناسف على طريق سلفه أبو بكر البغدادي. فيما أكد المسؤولون أن قوات الكوماندوز لم تهاجم الطابق الثالث أو تفجر أي متفجرات، ولم تتسبب في وقوع أي ضحايا.
واقتحمت القوات البناية بعد الإنفجار، واشتبكت مع الملازم الخاص بالقرشي وزوجته، الذين كانوا متحصنين بالطابق الثاني مع أطفالهما، وقتل كلاهما وطفل واحد، فيما تم إخلاء أربعة أطفال بسلام.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button