تازة..بوابة المغرب المنسية
كتب مؤرخ المملكة المغربية في سنة 1984 مقالا نشر في مجلة دعوة الحق عدد 241 ، جاء فيه ما يلي : “إن على أبنائها اليوم أن يقوموا بكتابة تاريخها في شتى الميادين، إن عليهم وحدهم تقع تبعة التعريف بهذه الماسة التي نسميها تازة…”.
وفي زمننا هذا نتسائل من يقزم مدينة لها تاريخ عريق، كونها مجرد بلدة صغيرة تقع بين فاس و وجدة لا يعطي للأحداث التاريخية حقها ، و لا يعطي للموقع مكانته الجغرافية الحقيقية .
لم يضبط علميا تاريخ تأسيس تازة ، رغم تأكيد العديد من الباحثين في التاريخ كون حضورها كقلعة عسكرية قبل فترة الرومان و حضور حوض ايناون في بداية التاريخ الإنساني كحضور حوض الرافدين في العراق و النيل في مصر .
وحسب الأكاديمي عبد الرحمن المودن في أطروحته حول قبائل “حوض ايناون” إن مؤرخ المملكة عبد الهادي التازي يعي ما يقول حول نسيان تازة ، فمخزون المدينة من الآثار والحفريات استنزف خلال الفترات الأولى من الاستعمار الفرنسي، وجرى نقلها إلى مناطق مثل تلمسان الجزائرية.
و يضيف نفس المؤرخ : إن مدينة تازة أسسها البربر في القديم، فقد “كانت في الأصل أم قرى قبيلة مكناسة الشهيرة، وعليها كان مرور الذاهب والآيب من المغرب وإليه، ولا يعرف أن دولة أجنبية عن المغرب بسطت عليها سيطرتها قبل مجيء الإسلام”و هنا نذكر أن أهم حاضرة تاريخية و عمرانية كانت تحدنا نحو الشرق هي مدينة تلمسان التي تحتفظ بمعالم حضارية شبيهة بمعالم المدن المغربية الكبرى كفاس و مراكش و مكناس .
ولعب ممر تازة دورا عسكريا مهما من خلال أسوارها و حصونها و أبراجها، “و يبدو أن المغزى واضح ” فتازة مدينة كبيرة تختزل صفحات كثيرة من تاريخ المغرب ، قدر لها أن تعيش أسوء فتراتها الآن حيث تطفل على معظم مجالات تسييرها استغلاليون و أصحاب أهداف قصيرة المدى .