المغرب طوق نجاة افريقيا من الأزمات والارهاب والانفصال
يرى الاتحاد الإفريقي أن نحو 113 مليون إفريقي بحاجة لمساعدة إنسانية طارئة في العام 2022 منهم 48 مليون لاجئ وطالب لجوء ونازح داخليًا. ولفت الإتحاد الإفريقي إلى أن 15 دولة إفريقية تحتاج إلى مساعدة “طارئة”، وأن “الإرهاب” المُغلَّف بالدين ينتشر في كامل القارة الإفريقية.
وتحتضن إفريقيا أعمال قمتين استثنائيتين للإتحاد الإفريقي، حول “الأزمات الإنسانية في إفريقيا” و “الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في القارة الإفريقية”، ويحضر فيهما وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة المعروف في كواليس الديبلوماسية الدولية ب”الحكيم الإفريقي،مرفوقا بوفد رفيع المستوى.
قمة إنسانية استثنائية ومؤتمر إعلان التبرعات
افتتحت القمة الاستثنائية الأولى حول “الأزمات الإنسانية في إفريقيا” البارحة الجمعة، القمة الاستثنائية الإنسانية الخامسة عشر للاتحاد الإفريقي في مالابو عاصمة جمهورية غينيا الاستوائية، كأول “قمة إنسانية استثنائية ومؤتمر إعلان التبرعات” لرؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي ومانحين لمحاولة جمع أموال، خاصة وأن أكثر من 30 مليون شخص هم نازحون في إفريقيا، منهم أكثر من عشرة ملايين طفل دون 15 عامًا، بسبب النزاعات بين المجتمعات المحلية في بعض المناطق وانعدام الأمن الغذائي.
وأفتتحت القمة بنشيد الإتحاد الإفريقي، ليتدخل بعده كل من الرئيس السنغالي ورئيس الإتحاد الإفريقي الحالي ماكي سال، رئيس جمهورية غينيا الإستوائية تيودورو أوبيانغ انغويما امباسوغو، رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمكلف بشؤون القضايا الإنسانية.
وناقشت القمة التحديات التي تؤثر على المساعدات الإنسانية في إفريقيا، والدعوة إلى التمويل المستدام للإحتياجات الإنسانية في إفريقيا وكذا تعبئة الموارد للإستجابة الإنسانية في إفريقيا.
وتحدث المتدخلون عن الجهود الإفريقية المبذولة إلى جانب الشركاء الدوليين من أجل مواجهة التحديات الإنسانية في القارة الإفريقية والتي تفاقمت بسبب الآثار الإجتماعية والإقتصادية لجائحة كورونا والكوراث عبر القارة. واقترح خلال المداخلات الحلول الدائمة لمواجهة التحديات الإنسانية الحالية وخاصة التمويل الإنساني وتلك التي تساهم في الإنتعاش بعد النزاعات والسلام والتنمية.
وعرفت القمة تقديم تقارير من قبل المتدخلين حول الأوضاع الإنسانية في القارة الإفريقية والتي تسببها الكوراث المتعلقة بالمناخ، النزاعات، الأنشطة الإرهابية المتزايدة، عدم الإستقرار السياسي والجوائح الصحية، مما أدى إلى عكس مسار التقدم الإنمائي في مختلف القطاعات بما في ذلك الصحة، التعليم، الأمن الغذائي وسبل العيش.
الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في القارة الإفريقية
تقام اليوم السبت القمة المنظمة حول “الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في القارة الإفريقية”. وتتناول السبت القمة الثانية مسألة “الإرهاب” وهو “غنغرينا تنخر تدريجيًا جميع مناطق القارّة، من ليبيا إلى موزمبيق، من مالي إلي الصومال، مرورًا بمنطقة الساحل وبحيرة تشاد وشرق جمهورية الكونغو الديموقراطية”، بحسب رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي.
وتنعقد القمتان الإستثنائيتان في وقت تواجه فيه القارة الإفريقية العديد من التحديات المتعلقة بالسلم والأمن والصحة وانعدام الأمن الغذائي والتغيرات المناخية، إضافة إلى العديد من النزاعات الداخلية والعرقية المسلحة، والتي تنضاف إلى التحديات الإنسانية المتنامية، التي زادت من حدتها تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.
وعرفت كلّ من السودان وغينيا ومالي وبوركينا فاسو في العامين الأخيرين انقلابات عسكرية، وعد كل قادتها بالانتقال إلى حكم مدني لكن أحيانًا خلال مهل غير محدّدة أو طويلة جدًا بحسب الإتحاد الإفريقي، لكن أيضًا بحسب الإتحاد الأوروبي وعاصمات غربية فرضت أحيانًا عقوبات على المجالس العسكرية القائمة، فيما علّق الإتحاد الإفريقي عضوية هذه الدول حتى إعادة السلطة إلى المدنيين. وأُعلن بتشاد في 20 أبريل 2021 ، عن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو في الجبهة، والذي كان يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما بقبضة حديد. وأعلن الجيش في اليوم نفسه ابنه محمد إدريس ديبي إتنو “رئيسًا انتقاليًا” يقود مجلسًا عسكريًا يضم 15 جنرالا، ووعد بإجراء “انتخابات حرة وديموقراطية” بعد فترة انتقالية تستمر 18 شهرا، في نهاية حوار وطني شامل مع المعارضة السياسية والمسلحة. قبل به المجتمع الدولي وخصوصا فرنسا والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي بينما فرضت عقوبات على العسكريين الإنقلابيين في أماكن أخرى في إفريقيا.
المغرب يلعب دور هام لمحاربة الإرهاب في إفريقيا
وأعلن فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، على هامش افتتاح أعمال القمة الاستثنائية للإتحاد الإفريقي اليوم السبت بمالابو عاصمة غينيا الاستوائية، حول موضوع “الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في القارة الإفريقية”، (أعلن فورونكوف) أن المغرب بإمكانه أن يلعب دوراً هاماً في تزويد القارة الإفريقية بالوسائل التي تحتاجها لمحاربة الإرهاب.
وصرَّح المسؤول الأممي على أن مكافحة الإرهاب تعد أولوية إفريقية لتنمية القارة السمراء، لافتاً أن بعض البلدان التي نجت تاريخياً من الإرهاب أصبحت هدفاً للإرهابيين بشكل متزايد. واعتبر أن المكاسب التي تحققت في مكافحة الإرهاب في إفريقيا “إيجابية”، لا سيما في نيجيريا التي لا تزال تنجح في قتالها ضد جماعة بوكو حرام. وأضاف قائلا “أن مسؤولية مكافحة الإرهاب تقع على عاتق الدول الأعضاء ومؤسساتها الحكومية”. معتبراً أن التغييرات غير الدستورية تقوض جهود مكافحة الإرهاب، وتشكل تهديدا كبيرا لحقوق الإنسان وسيادة القانون. وأصبح التهديد الإرهابي في إفريقيا أكثر عدوانية، مع ظهور جماعات جديدة تتكيف مع الإستجابات الوطنية والإقليمية، لنشر الفوضى واستهداف الإستقرار، وتتطور منظومة الإرهاب لتصبح “صلة وصل مؤكدة” بين “الإرهاب والانفصال والجريمة”.