بعوي.. معرض الاقتصاد الاجتماعي والتضامني فضاء لإدماج الشباب والنساء في الحياة الاقتصادية
انطلقت، عشية الجمعة 27 ماي 2022، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، المنظم بمدينة وجدة من قبل مجلس جهة الشرق، وبشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والذي سيمتد إلى غاية 5 يونيو المقبل، تحت شعار “النموذج التنموي الجديد، قاطرة لبناء الإنسان والعمران”. بحضور كل من عبد النبي بعوي رئيس مجلس جهة الشرق ومعاذ الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد وسلوى التاجري مديرة إنعاش الاقتصاد الاجتماعي بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وعامل إقليم جرادة ورؤساء المصالح الأمنية، ورؤساء و ممثلي جهات ناوا بالكوت ديفوارو كاولاك بالسنيغال وتومبوكتو بمالي وجهة نواكشط موريطانيا ونائب عمدة دكار بالسنيغال وممثل جهة فرنسا الكبرى، إضافة الى أعضاء مجلس الجهة ومدراء المصالح اللاممركزة ورؤساء الغرف المهنية والمنتخبين.
وتهدف هذه الدورة، إلى التعريف بنوعية المنتجات المجالية التي تزخر بها مختلف أقاليم جهة الشرق، والعمل على عرضها وفق مقاربة تسويقية ترتكز بالأساس على تثمين المنتجات وزرع ثقافة التعاون والتضامن بين مختلف الفاعلين، على غرار التعاونيات الإنتاجية والفلاحية والخدماتية والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية ذات الصلة.
وقال عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، في كلمة له بالمناسبة، أن الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إشارة قوية لأهمية الإنخراط الجماعي والإيجابي في تنزيل مخرجات النموذج التنموي الجديد. ولفت إلى أن هذا الورش الملكي بامتياز يقوم على رؤية استشرافية لبناء المستقبل، ليضيف دلالات شعار المعرض “تحيلنا على ضرورة جعل الإنسان في صلب كل السياسات العمومية والترابية، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والرامية إلى ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وتثمين دور الرأسمال البشري”.
وأبرز عبد النبي بعوي، أن مجلس جهة الشرق بادر مبكرا إلى تبني الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كخيار استراتيجي قائم ومتواصل ومتجدد من شأنه المساهمة في إحداث مناصب الشغل، وإدماج الشباب والنساء في الحياة الاقتصادية. وأكد في هذا السياق، على أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يحظى بأهمية قصوى ضمن المنظومة التدبيرية الجهوية، ليتابع، “إننا نراهن على تنظيم هذا المعرض الجهوي، لكي يشكل فضاء لتبادل الخبرات والتجارب ويسمح بترويج وتسويق المنتوجات المجالية، ولعل ما يميز هذا المعرض هو تنظيمه بنسخة افتراضية موازية لفعالياته، وذلك من خلال إحداث منصة رقمية تتيح إمكانات تنموية واعدة، وتساهم في ترسيخ أسس التسويق الإلكتروني، والإنفتاح على أساليب حديثة للترويج، كونه يترجم عمق توجهنا العام وإرادتنا الراسخة للانخراط في التحول الرقمي الذي يشمل مختلف الميادين والمجالات”.
وأوضح، أن النسخة الرابعة من هذا المعرض، تأتي بعد توقف اضطراري وفترة استثنائية فرضتها الجائحة الدولية، لكن بعد بروز بوادر التعافي التدريجي من تداعيات هذا الوباء العالمي، يعود الدفء الإنساني ليملأ من جديد أجواء وأروقة هذا المعرض، ليمتد وينتشر صداه الطيب على نطاق واسع عبر شقه الافتراضي.
ولم يفوت رئيس مجلس جهة الشرق الفرصة، دون أن يرحب بجميع الشخصيات الحاضرة في هذا الحفل، مثمنا جهود وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لإنجاح فعاليات هذا المعرض، في حين رحب بالضيوف الكرام أعضاء الوفد الفرنسي الممثل لجهة الشرق الكبير، وكذا رؤساء وممثلي الجهات الإفريقية، قبل أن يتوجه بعبارات الشكر للسلطات الولائية في شخص والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد، ومدراء المصالح اللاممركزة، ورؤساء وممثلي الهيئات المنتخبة والغرف المهنية وكافة الخبراء والأكاديميين والباحثين ومختلف الفاعلين والمتدخلي في ميدان الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من مؤسسات عمومية وقطاع خاص وكذا فعاليات المجتمع المدني وممثلي المنابر الإعلامية.
وأعرب عبد النبي بعوي، عن تهانيه لجميع المشاركات والمشاركين في هذا المعرض الهام، موجها رسالة تقدير لكل الشركاء ومختلف مكونات النسيج التعاوني، ومنوها بمساهمتهم القيمة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وقالت من جهتها سلوى التاجري مديرة إنعاش الاقتصاد الاجتماعي، هذه الدورة الرابعة التي تتميز عن سابقاتها من حيث عدد المشاركين ونوعية المنتوجات والخدمات المعروضة نتيجة المجهودات المبذولة والمتواصلة لكل من السلطات المحلية وعلى رأسها والي جهة الشرق، وأعضاء مجلس جهة الشرق وعلى رأسهم رئيس المجلس، وكل الطاقات الحية المحلية من أجل الرفع من مستوى الوعي بأهمية الإقتصاد الإجتماعي والتضامني، كرافعة محلية أساسية لترسيخ اقتصاد القرب، ودعامة جهوية متقدمة للنهوض بمكونات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من أجل تنمية محلية مستدامة من خلال خلق فرص للتشغيل في أوساط الشباب والنساء بالمجالين الحضري والقروي، بجهة الشرق.
ونوهت مديرة إنعاش الاقتصاد الاجتماعي بهذه المناسبة بنتائج الشراكة النوعية والنموذجية التي تجمع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومجلس جهة الشرق من خلال الاتفاقية الإطار والاتفاقيات الخاصة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتي كانت أرضية لإنجاز مشاريع تصب في تقوية القدرات العاملين في القطاع وإحداث قطبا للاقتصاد الاجتماعي والتضامني لمواكبة إحداث وتطوير وتوسيع مشاريع سوسيو اقتصادية وإحداث شبكات مهنية ومرصد جهوي ودار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتنظيم أسواق متنقلة ومعارض جهوية والمساهمة في برنامج “مؤازرة “لتمويل التعاونيات بالجهة الشرقية.
وسجلت سلوى التاجري، وتيرة التأسيس والتطور بشكل ملحوظ بحيث بلغ عدد التعاونيات على صعيد الجهة ما يزيد 6493 تعاونية حسب احصائيات 2021 بنسبة 14%على المستوى الوطني 84.800 و11261 جمعية بنسبة 9 %على المستوى الوطني ( حسب احصائيات 2016).
ويقام المعرض على مساحة تقدر ب7600 متر مربع و يشتمل على 260 رواق مخصص للتعاونيات الحرفية والخدماتية والإنتاجية لمختلف المنتوجات المجالية، بالإضافة لعارضين مؤسساتيين يمثلون القطاعات الحكومية ذات الصلة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني وعدد من مؤسسات القطاع الخاص، فضلا عن فضاء لدعم ابتكار الشباب وقاعات للندوات والتكوينات والأنشطة الموازية.