المغرب والبحرين يوقعان على مذكرة تفاهم في مجال الطاقات المتجددة
تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقات المتجددة، هو موضوع مذكرة تفاهم التي وقعها الخميس المنصرم عبر تقنية التواصل المرئي، عن المغرب ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وعن البحرين وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون الكهرباء والماء، لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتعزيز الاستثمار العام والخاص في قطاع الطاقات المتجددة، ودعم تنفيذ عدد من مبادرات الطاقة المتجددة لتحقيق الأهداف التنموية والمصالح المشتركة للبلدين، وذلك من خلال استشراف ودراسة القطاعات ذات العلاقة بالطاقة المتجددة وتنميتها، بما في ذلك التعاون في توسعة الشرائح المستفيدة من موارد الطاقة المتجددة واستخداماتها، وتشجيع الاستثمارات وتبادل الخبرات خاصة في ما يخص مشاريع الطاقة الشمسية والمتجددة بصورة عامة، وتطوير تقنيات تخزين الطاقة والأتمتة الذكية، بالإضافة إلى برامج بناء القدرات والدورات التدريبية.
سيعمل الجانبان بمقتضى الإتفاقية على تفعيل سبل توطيد وتطوير أنشطة التعاون الثنائي في الطاقة المتجددة، بما يعود بالنفع المشترك على كلا البلدين في عدد من المجالات، منها برامج تقييم موارد الطاقة المتجددة، ومشاريع إدماج تقنيات الطاقة الشمسية في المباني، وبرامج تعزيز نقل التكنولوجيا وبناء القدرات في مجال الطاقات المتجددة، ودعم وتشجيع التدريب وأوراش العمل في مجال الطاقات المتجددة، وتطوير تقنيات تخزين الطاقة المنتجة من مصادر متجددة، ودراسة إمكانية تطوير مشاريع رائدة ذات اهتمام مشترك في مجال إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة ونظيفة ومستدامة، فضلا عن تبادل المعلومات والخبرات والتجارب والمعرفة وكذلك تطوير العلاقات بين الجهات الحكومية والأكاديمية والقطاع الخاص في مجال الطاقات المتجددة.
وقال المسؤول البحريني في كلمة بالمناسبة، أن توجيهات قيادتي البلدين الرشيدة، والعلاقات الثنائية تشكل الركيزة الأساسية التي تبنى عليها آفاق التعاون بين مختلف القطاعات في المملكتين.
وتهدف هذه الاتفاقية، إلى الإستفادة من الخبرات المتبادلة في مجالات استدامة الطاقة وتنميتها بخطى ثابتة، وتمثل فرصة هامة لتبادل الخبرات في قطاع الطاقة المتجددة واستدامة موارد الطاقة. وعبّر عن تطلعه لتعزيز التعاون المشترك وتبادل أفضل الخبرات والممارسات العالمية لتحقيق الأهداف المشتركة ومواصلة مسيرة التطوير، لمستقبل أفضل ومستدام.
وأشادت بدورها ليلى بنعلي بالأواصر الاخوية وعلاقات التعاون المتينة القائمة بين البلدين في مجموعة المجالات، مؤكدة أن الجانبين يطمحان للرقي بهذه العلاقات على جميع الأصعدة خدمة للأهداف المشتركة تنفيذا لتوجيهات قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.
وذكرت أن مذكرة التفاهم في مجال الطاقات المتجددة، “تعتبر مثالا للتعاون الذي نسعى من خلاله إلى تحقيق انتقال طاقي مستدام شامل ومرن ببلدينا، وذلك عبر تبادل الخبرات والممارسات الجيدة ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتطوير المشاريع ذات الاهتمام المشترك وكذا تعزيز الاستثمار العام والخاص، على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة”.
واستعرضت الوزيرة أهم معالم الإستراتيجية الطاقية الوطنية، التي تهدف إلى جعل الانتقال الطاقي المستدام محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب.
وأكدت أن أهداف هذه الاستراتيجية الرئيسية تتمثل في ضمان أمن الإمدادات، وتوافر الطاقة، والولوج المعمم إلى الطاقة، والتحكم في الطلب والحفاظ على البيئة.
وقالت بنعلي لتحقيق هذه الأهداف، أنه تم اعتماد توجهات استراتيجية وتقسيمها إلى خطط عمل قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، تروم بالخصوص، تنويع المزيج الطاقي وتحسينه على النحو الأمثل، وتطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وضمان مرونة في النظام الكهربائي، وتعزيز الإنتاج اللاممركز للكهرباء، وتطوير صناعة خالية من الكربون، واستكشاف مصادر جديدة للطاقة (الهيدروجين، الكتلة الحيوية، الطاقات البحرية، ) وكذا طرق مبتكرة لتخزين الطاقة، فضلا عن تعزيز الاندماج الإقليمي.
ووضع المغرب حسب تصريحها في هذا السياق أهدافا طموحة منها تعزيز حصة الطاقات المتجددة في مزيج الكهرباء لتفوق 52 بالمائة عام 2030؛ وتعزيز النجاعة الطاقية بخفض استهلاك الطاقة بنسبة 20 بالمائة بحلول عام 2030.
وأشارت الوزيرة في ما يتعلق بمجال الطاقات المتجددة، إلى أن المغرب بدأ فعليا في جني ثمار هذه الاستراتيجية، حيث تم تطوير أزيد من 50 مشروع بقدرة إجمالية منشاة تبلغ حوالي 4 جيغاوات. كما يوجد حوالي 60 مشروعًا آخر في طور الإنجاز.
وأوضحت أن مشاريع الطاقات المتجددة مصممة بهدف تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة، تعزز تأثيرها المباشر على الشغل والتعليم والصحة والفلاحة وتطوير البنية التحتية، وبالتالي المساهمة في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين والنمو الاقتصادي المستدام.