لَسْتَ لِي
شعر: سميرة فرجي
يا من نقشتَ هواكَ في قلبي الخلي
وتركتني بلهيب سرِّك أصطلِـــــي
العـيـنُ تـشـهــدُ والجـوارحُ أنّنِـــي
حُمِّلـتُ أشْـوَاقـًا تفــوقُ تحمّلِـــــي
وَوَدِدْتُ لوْ أني هَـجَـرْتُ منازلـــي
وجعلتُ مِنْ عينيك آخر منزلِــــي
وَوَدِدْتُ لو أحـيــا بِوَصْلِكَ لحظــة
وأعيشُ عن باقي العباد بمعــــزلِ
وَوَدِدْتُ لو حاصرتَ عمري كُلّــهُ
وغدوتَ سَجَّانِي وقلبُك مَعْقِلِـــــي
وَوَدِدْتُ لو كل المباهــج حُرِّمَـــتْ
وتكونُ بين الخَلْقِ أنت مُحَلّلِـــــي
يا من تعذبني وتغـــرق ناظــــري
في خَطـْوِكَ المُتَعَطفِ المتمهــــلِ
إِنْ كُنتَ آثرْتَ التجـاهـلَ والجَفــــا
بِتَـــدَلّلٍ فيـــك استبــاح تَذَلّلِـــي
وتَــــرَدَّدَ اسمانَـــا بألْسُـنِ عُـــــذّلٍ
في قِصَّةٍ فاقَــتْ حدودَ تَخَيّلِـــــــي
فَعَــزَائِـــــيَ الأبَــدِيّ أَنْ يَتَلاقَيَـــا
مُتَعَانِـقَـيْـنِ على شِفَـــاهِ العُــــذلِ
أنْتَ الـذي لَوْ شِئْتَ أسْقَى كَوْثـَــرًا
أَوْ شِئْتَ أُسْقَى مِنْ شَرَابِ الحَنْظَلِ
وَحُسَـامُ حُـبِّــكَ لا يُغَــادِرُ غِمْـــدَهُ
آهٍ فَكيــفَ أصابني في المقْـتَــلِ؟!
تَغْــزُو بلا غَــزْوٍ وتَطعنُ دونمـــا
طعنٍ وتكسِرُ كِبْرَ قلبي الأعـــزلِ
مـاذا جــرى حتى أُلاحِقَ راهبــًــا
وأعيـشَ بين قيـوده وتوسُّـلِـــي؟!
مُذْ لاح طيفُكَ سَاطعا في عالمــي
وَرَأتْ عُيُوني في عُيُونِكَ موئلِـــي
وأنـــا أحَــاوِلُ أنْ أوَارِيَ زَحْـفَـــهُ
بِسِتَارِ نِسْيَــانٍ وَوَهْـــمِ تَعَقّـــــــــلِ
فَيَعُــود مُـخْـتَـالاً بِسِحْـرِ وَمِيـضِــهِ
كَالبَدْرِ يَحْجُبُهُ السَّحَابُ فَيَنْجَلِــــــي
لا شيْءَ أقسَى مِنْ مُكَابَدَةِ امْــــرِئٍ
يرْجُـو الوِصَالَ بِذِلّـــةٍ وَتَسَــــــوّلِ
هَذِي جُفُونِي لمْ تذقْ طعمَ الكَـــرَى
والسّهْـــدُ كحَّلَهَـــا بدون تَكَحّــــــلِ
وتناثـرتْ أشْــلاءُ عُمْــرِي كُلّهَـــــا
مِنْ بَعْدِ مَا أضْحَى جَفَاكَ مُزَلْزِلِـــي
لا الكُحْلُ أيْقَظَ فيكَ خطوًا وَاحِـــدًا
نَحْوِي ولا أغراكَ بعضُ تَجَمّلِـــي
حتى عُطوري ما طرِبتَ لنفحهـــا
أو أبْصَرَتْ عيناكَ ثوبي المخملِــي
كم مِنْ سبيلٍ في هَـــواكَ طرقتُـــهُ
لَكِنّمَا شــــرع الهوى لـم يَعْـــــدِلِ
فاذهـبْ وَدَعْنِي أحْتَرِقْ بِصَبَابَتِــي
فَلَقَدْ عَرَفتُ الآنَ أنّكَ لسْتَ لِــــــي