أكد الدكتور نور الدين بلحداد أن الدبلوماسية المغربية استطاعت تحقيق عدة نجاحات، سيما في ما يخص الملف أو القضية التي عمرت لما يزيد عن أربعة عقود ونصف والتي تتعلق بالوحدة الترابية للمغرب، الشيء الذي مكن من تغيير إستراتيجية المملكة المغربية، وتجاوزت بذلك عدة عراقيل تمكنت خلالها من كسب رهان استقطاب دول كانت في الأمس ضد ما قدمه المغرب في العديد من المناسبات الدولية ألا وهو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية وقضية الصحراء المغربية، ان تعنت الجيران اصطدم بواقع جديد وهو المتعلق بالتحول الجيوسياسي والجيواستراتجي ، ثم تمسك المغرب ملكا وشعبا وحكومة بقضيتهم الوطنية الأولى وتشبثهم بموقفهم الرصين، ألا وهو استكمال المغرب لوحدته الترابية والدفاع عن الصحراء المغربية، جعل المتربصين يعيدون قراءة تعاملهم السياسي مع المغرب وبالتالي العدول عن مواقفهم العدائية، وفتح مراكز دبلوماسية لهم بالأقاليم الجنوبية تعبر في ذات السياق عن الاصطفاف بجانب المغرب في موقفه المتعلق بالموقف السياسي الذي يدافع عنه أمام هيئة الأمم المتحدة.
وإذا كان المغرب قد عاد إلى الحضن الإفريقي “الاتحاد الإفريقي” و كسبنا الرهان ووضع علاقاته السياسية والاقتصادية في كفة، ووضع في كفة أخرى عدم المفاوضة حول الحقوق التاريخية والدينية والثقافية والقانونية يقول بلحداد، فان الدول الذي راجعت مواقفها، تبين لها بالملموس رجاحة عقل ملك البلاد يقابله الغي الجزائري، الذي يبدو من خلال أن تداعيات الحرب الباردة لم تكن إلا لتضع الأعداء في عزلة، في حين حقق المغرب وحسب العديد من المواقف السياسية مكاسب مهمة تظهر للعيان من يوم لآخر.
وأضاف الخبير في الشؤون الصحراوية أن اسبانيا كبلد طرف معني بكل الوقائع وفي مواجهته مع السلاطين المغاربة الافداد، كان دوما يجد هؤلاء الملوك متشبثين بوحدتهم الترابية ورغم هزائمهم في معارك “اسلي- تطوان”، وفي 1879 كان الشيخ ماء العنين بمثابة حال لسان العرش، الذي كان الحسن الأول آنذاك يصول ويجول على صحوة جواده للدفاع عن الأقاليم الجنوبية ضد الأطماع الامبريالية الفرنسية والاسبانية وحتى البريطانية، والذي انتزع اعترافا دوليا لسيادة المغرب على أقاليم المملكة كاملة وعلى صحرائه قاطبة، ولم يتنازل عن شبر واحد منها.
خطاب طنجة يقول بلحداد أن أبناء الصحراء كانوا بمثابة الدفاع الخلفي لكل المواقف السلطانية، حيث احتفلوا بعيد الاستقلال سنة 1956، وأحداث المسيرة الخضراء كلها محطات حاسمة في أن تكون لبنة أساسية في مراجعة موقف اسبانيا اتجاه المغرب، واليوم مع الملك محمد السادس يعيش المغرب أزهى فتراته خصوصا في البعد الدبلوماسي والسياسي، حيث كانت مخرجات خطاباته والتفاف الشعب والحكومة حول القضية الوطنية وحتى القرارات الصادرة عن المغرب أعطت أكلها وقلبت موازين القوى، علما أن دولا كبرى أكدت مغربية الصحراء، الشيء الذي جعل دولا أخرى ترى في هذا الأمر تطورا سياسيا قويا يلزم الأخذ به والاصطفاف بجانب المغرب الذي يدافع عن قضيته العادلة.
وختم بلحداد أن المغرب اليوم يحقق المزيد من المكتسبات، والدليل في ذلك هو تميزه في الدفاع عن وحدته الترابية بنجاعة كبرى وسياسية محنكة يقف وراءها الملك محمد السدس وتلتف حولها كل مكونات المجتمع المغربي.