“هكذا تكلم كوكلر” في الفلسفة والفكر وحوار الثقافات والسياسة العالمية
بقلم- عبدالله العبادي
حميد لشهب، الكاتب والمترجم، وأحد طلبة الفيلسوف النمساوي المعروف هانس كوكلر، ترجم العديد من أعماله إلى اللغة العربية، وهو إلى يومنا هذا متابعٌ شغوف ودقيقٌ لتحوّلات مساره الفكري والفلسفي. لذلك، يدعونا حميد لشهب بأن نتابع ونقرأ حواره لنعرف كيف سيتكلَّمُ الفيلسوف هانس كوكلر.
سيعرفنا كيف سيتحدث أستاذه من خلال تجارب فلسفية حياتية في مواضيع عديدة تهم الفكر والفلسفة والثقافات العالمية والسياسة الدولية أيضا، في كتاب جديد على شكل محاورات جريئة وعميقة في التحليل وشمولية المواضيع الفلسفية التي تطرق إليها الفيلسوف، العارف والخبير بخبايا السياسة العالمية ودواليب السلطة والمختص أيضا في الفلسفة القانونية والفينومينولوجيا.
معروف عن هانس كوكلر، دفاعه المستميت عن الحق وعن قضايا المظلومين، وهو بذلك من الفلاسفة الغربيين القلائل الذين تبنوا مشاريع فكرية وفلسفية ضد الظلم وسعوا دوما لمناصرة الحق في عالم أصبح أكثر بشاعة من ذي قبل، وفي ظل رأسمالية متوحشة، وحروب هنا وهناك، أضحى العالم في ظلها أكثر بؤسا.
فكوكلر آمن دوما بالعمق الفسلفي لأحد أهم مبادئ التنوير في العالم الغربي، ألا وهو مبدأ العدالة الدولية، فقد أسس طيلة مساره الفكري والأكاديمي لأسس فلسفة إنسانية محضة، مبنية على الحق الدولي والحق الإنساني، محاولا بذلك من خلال فلسفته إعادة إحياء هذا الصوت الخافت وإعطائه نفسا في الوقت الحاضر ليُسمع ويُؤخذ به. إنه نوع من الدعوة إلى إعادة إحياء ضمير الإنسانية الذي مات منذ وقت بعيد.
إنها الفلسفة الإنسانية التي يتبعها هانس كوكلر منذ عقود، وكما يؤكد في الكثير من مؤلفاته ودراساته الفلسفية، ليست إقليمية أو محلية بل كونية شاملة، تساهم في تطويرها باستمرار كل ثقافات العالم، التي تتمازج فيما بينها، من هنا نلمس أيضا رغبته في إغناء الحوار الثقافي والحضاري والعقائدي باعتباره المفتاح السحري للتعايش في سلم دائم في كون هادئ وبفكر حي وقيم إنسانية تعيد للحياة توهجها من جديد.
الكتاب صدر حديثا عن دار النشر المغربية، منشورات النورس ، قدم له الأستاذ ياسين عدنان.