هشاشة الفن المفرطة كتاب يغني خزانة النقد التشكيلي
صدر للباحث الفلسفي والجمالي إدريس كثير كتاب جديد بعنوان “هشاشة الفن المفرطة” في طبعة أنيقة عن منشورات دار خطوط في مائة وستين صفحة من القطع المتوسط يتضمن دراسات عن الفنون التشكيلية المغربية التي تعاني من قلة الإصدارات النقدية الجادة.
يقول الناقد الاكاديمي يحيى بن الوليد عن الكتاب: “ما يزال النقد الفني بعامة والنقد التشكيلي بخاصة، بالمغرب، ومن حيث الاستجابة الإجمالية، في غير تساوق مع الفن التشكيلي الذي مر بمراحل بدءا من الولادة والريادة المتواصلة… وصولا للطفرة التي بلغها هذا الفن حتى الآن، لكن في ظل غياب مواكبات نقدية نابهة ومراجعات مسؤولة ومقربة. ويمكن تصنيف الباحث الفلسفي المغربي إدريس كثير ضمن الجيل التالي على الجيل الأول الذي أفاد من الفلسفة في بلورة قراءات للفن التشكيلي بالمغرب في نماذج دالة منه او في بعض قضايا وقطائعه الفنية والتاريخية. وذلك بدءا من عبد الكبير الخطيبي في تأثره بالتشكيلة والسيميائيات البارتي(بصفة خاصة)… والباحث المغربي اليهودي إدمون عمران المليح الذي نهل من مرجعية أخرى هي مرجعية مدرسة فرانكفورت الألمانية(فالتر بنيامين بشكل خاص) في تتبع مسارات الوجود والنسيان والوجع (الداخلي)… في أعمال فنية مغربية. وكذلك الناقد الإيطالية/المغربية توني مافيني التي اسهمت، بقراءات متفردة وموسعة وحتى “ثقافوية” حول الرسم بالمغرب. إدريس كثير، في هذا الكتاب الشيق والباهج، يكشف بدوره عن مرجعيته الفلسفية التي تفيد، ومن خارج الرطان اللغوي، من مراجع كبرى (سقراط وهايدي وبلانشو وفاتيمو جاني….) في سياق تعازيه مع الفن التشكيلي بالمغرب من منظور الاستجابة لاستسلامه لقبضة الميتافيزيقا المديرية. لذلك ف”هشاشة الفن”، ومن حيث هي الوجه الآخر للقراءة الفن أيضا، حدث توليدي أو تكويني لفضاء تاريخي انطولوجي عارم، حيث لا يستمر الفن كظاهرة وإنما يغذو جزءا ضمن “نظرة إستيتيقية معممة للوجود”. وذلك كله أيضا دونما تفريط في التباس هذا الفن بالثقافة المغربية الحديثة”.
يذكر ان الكتاب كان موضوع حفل توقيع وتقديم برواق الناشر بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط مساء أمس السبت.