أشرف رئيس أركان الجيش العسكري اللواء السعيد شنقريحة على المناورات العسكرية للجيش الجزائري بالقطاع العملياتي في تندوف المتاخمة للحدود مع المغرب، وهي المناورات العسكرية الثالثة في ظرف أسابيع قليلة وبالذخيرة الحية، وتسبق بأيام مناورات الأسد الإفريقي بين القوات الأمريكية ونظيرتها المغربية بمشاركة دول أخرى.
وحل شنقريحة أمس الاثنين بمنطقة تندوف، وتحتضن هناك قيادة جبهة الوهم الجزائري “البوليساريو” وعشرات الآلاف من الصحراويين، وأشرف على مناورات عسكرية ليلية تكتيكية كانت محدودة زمنيا وعبارة عن تمرين عسكري دقيق هدفت الى محاكاة مواجهات عسكرية ليلا قريبة من ظروف الواقع، لاسيما فيما تعلق بتدريب القادة ومختلف القيادات على تحضير وتنظيم الأعمال القتالية الليلية، فضلا عن إكساب القادة الخبرة في السيطرة على الوحدات من خلال تحقيق الانسجام والتنسيق والتعاون بين الوحدات والوحدات الفرعية، وتمكين الأطقم من اكتساب مهارات أكثر في التحكم في منظومات الأسلحة. استخدم فيها بكثافة الصواريخ والراجمات وتمارين القيام بعمليات باستخدام الطائرات.
وتعتبر هذه المناورات الثالثة في ظرف يقل عن ثلاثة أسابيع، وسبقتها مناورات يوم 24 ماي الماضي وكان تكتيكيا بالذخيرة الحيّة، في الناحية العسكرية الثانية في منطقة وهران الاستراتيجية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وحسب بيان لوزارة الدفاع وقتها، فقد أجري التمرين من طرف وحدات من اللواء الـ36 من قوات المشاة الآلية، مدعّمة بوحدات من مختلف الأسلحة.
وكانت القوات البحرية بدورها قد نفذت تمرينا عسكريا يوم 23 ماي الماضي بمشاركة سفن حربية وغواصات وإطلاق صاروخ من السطح، وتتوفر الجزائر على ثمان غواصات.
ورفعت وزارة الدفاع الجزائرية من مستوى المناورات الحربية خلال الشهور الأخيرة، وبلغت ثلاث تمارين عسكرية بالذخيرة الحية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وهو رقم مرتفع يدل على استعداد الجيش لتطورات قد تكون مفاجئة. وجرى تدشين قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة القريبة من الحدود مع منطقة الصحراء المغربية، والتي تصفها وزارة الدفاع الجزائرية بـ”المنطقة الحيوية”، خاصة بسبب قربها من الحدود مع المغرب من جهة.
وتعيش الجزائر استنفارا عسكريا منذ بدء الجيش الروسي العملية العسكرية ضد أوكرانيا، تحسبا للتطورات وبالخصوص أنها تعتبر دولة مقربة من روسيا، وكانت القوات البحرية الجزائرية والروسية قد أجرتا منذ شهور مناورات مشتركة في البحر المتوسط وحول مواجهة اعتداءات وتأمين الملاحة.
وذكر بيان لوزارة الدفاع الوطني في الجزائر قبل انطلاق المناورات، أن شنقريحة عقد خلال زيارة العمل والتفتيش التي تقوده إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار، لقاء توجيهياً مع مستخدمي الناحية. ونقلت الوزارة عنه قوله في كلمة موجهة لضباط الجيش، إن “التحول العميق لأنماط الحروب الحديثة أبرز أن تحقيق النصر في المعركة لا يتوقف فقط على نوعية السلاح ومنظوماته المتطورة، بل يتوقف أيضاً على ذهنية المقاتل ونوعية تكوينه ومستوى تحضيره البدني والنفسي”. وأبرز شنقريحة أن “الجيش الوطني الشعبي يحوز على مورد بشري متفرد يملك من الخصائص النفسية والمعنوية ما يؤهله لأن يكون من أفضل المقاتلين الذين يحسب لهم ألف حساب”. وذكر أن القيادة العليا حرصت، وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، على “الاعتماد على مبدأ الاستثمار المربح في هذا العنصر البشري من منطلق أنه الثروة الحقيقية وحجر الزاوية التي تبنى على أساسها كل المقاربات والاستراتيجيات الجادة”.