يتوقع أن تواجه الجزائر أسوأ سنة من حيث الجفاف وكذلك الحرائق، حيث بدت مظاهر هذا الموسم الجاف تتضح مع أول أسابيع فصل الصيف، إذ شب حريق مهول أمس الثلاثاء بمناطق مختلفة من منطقة سكيكدة، في كل من واد مديني، بولقرود، بيسي ومنطقة بوقاعة بلدية الحدائق.
و خلفت نيران سكيكدة ضحية أولى، هو شخص أربعيني لقي حتفه جراء حالة اختناق، بعدما حاصرته النيران بذات المنطقة.
وتفتقر الدولة الجزائرية لإستراتيجية واضحة في مكافحة الحرائق، رغم أنها تقع في منطقة حوض الأبيض المتوسط المعروفة بشساعة الغابات الجافة، و على خلاف دول الحوض المتوسطي، تعوز الخبرة و الامكانيات جهاز الوقاية المدنية الجزائري، رغم الأموال و المداخيل الهامة التي تجنيها هذه الدولة نتيجة إرتفاع أسعار الغاز و النفط.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعد الحرائق الكارثية التي تعرضت لها بلاده السنة الماضية، قد أعطى أمرًا رئاسيا عبر القناة التلفزيونية الرسمية بإقتناء طائرات برمائية لمكافحة الحرائق، وخصص لأجل ذلك الغرض ميزانية مهمة، غير أن أوامر تبون ذهبت أدراج الرياح، حيث اتضح أن حكومته لم تقتن أي طائرات من هذا النوع، ولم تعقد أي صفقة في هذا الصدد.
وبموازاة مع الوعود الكاذبة التي أطلقها تبون وصدقها ساكنة الجبال المهددين بالنيران كلما أطل فصل الصيف.
ولكي يتنصل تبون من كل المسؤوليات قام أمس بإعفاء وزير المالية عبد الرحمن راوية، حتى يستعد لكذبة أخرى من أكاذيبه التي لاتنتهي، و قد أصاب عصفورين بحجر واحد الاول أن من بين أعضاء الحكومة واحد من العصابة قام بتنحيته، وترك مئات الهكتارات من المراعي التي يقتات عليها سكان القبايل تلتهمها النيران.