أخبارالعالم

الأمم المتحدة تعلن الطوارئ تجنّبا لكارثة غذائية في جنوب السودان والقرن الإفريقي

تحتاج الأمم المتحدة بشكل طارئ إلى 426 مليون دولار أميركي لتجنّب مجاعة تطال قسمًا كبيرًا من شعب هذا البلد، حسب ما قالته المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان أديينكا باديجو،
وقالت “نحن أساسا في أزمة، لكننا بحاجة إلى استئناف توزيع المساعدات في المناطق حيث اضطررنا لتعليقها لتجنّب أن يغرق الناس في مجاعة ولذلك نحن بحاجة إلى 426 مليون دولار في الأشهر الستة المقبلة”.
وذكرت باديجو من العاصمة جوبا من أن “جنوب السودان يواجه عامه الأشدّ جوعًا منذ استقلاله”.
وصرحت الأسباب تراكمية وهي “استمرار الصراع الداخلي وأزمة المناخ التي تسببت بفيضانات على مدى ثلاثة أعوام متتالية، وصدمات اقتصادية شديدة تفاقمت بسبب جائحة كورونا، والآن الحرب في أوكرانيا”.

ويعرف جنوب السودان انعدام استقرار مزمن منذ استقلاله عن السودان عام 2011. وأسفرت حرب أهلية بين 2013 و2018 عن مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح الملايين.
وحذرت باديجو من أنّ “أكثر من ثلثي السكان يشهدون على أزمة إنسانية وأمنية خطيرة ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة”. وأضافت “نقدّر أن من بين هؤلاء، هناك 8,3 مليون شخص، بمن فيهم نازحون في الداخل ولاجئون، سيعانون من الجوع الحاد في موسم الجفاف. وهذا العدد يشمل أيضًا مليونَي امرأة وطفل معرّضين لخطر سوء التغذية الحاد عام 2022”.
وقرر هذا العام برنامج الأغذية العالمي تقديم مساعدات غذائية لـ6,2 مليون شخص، غير أن زيادة الطلب وعدم كفاية الأموال دفعت الوكالة الأممية في أبريل إلى تعليق مساعدتها لـ1,7 مليون شخص، هم أشخاص يُعتبرون من فئات منخفضة نسبيًا تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

يواجه القرن الإفريقي من جنوب إثيوبيا إلى شمال كينيا مرورًا بالصومال، جفافًا يُقلق المنظمات الإنسانية، أصبح نتيجته نحو 20 مليون شخص مهدّدين بالمجاعة.
ويعتاش السكّان في هذه المناطق من تربية المواشي والزراعة بشكل أساسي، لم تشهد مواسم الشتاء الثلاثة الأخيرة منذ نهاية العام 2020 إلّا معدلّات منخفضة من الأمطار، في وقت تسبب غزو الجراد بين 2019 و2021 بتدمير المحاصيل.
وحذر برنامج الأغذية العالمي في أبريل إلى أنه بعد شهر على بداية موسم المطر، “من المرجّح أن يرتفع عدد الجياع بسبب الجفاف، من التقدير الحالي أي 14 مليون شخص إلى 20 مليون في العام 2022”.
ويوجد نحو 40% من سكّان الصومال، أي قرابة ستة ملايين شخص، في مواجهة مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، ومن المحتمل أن تعاني بعض المناطق من المجاعة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ويواجه في إثيوبيا 6,5 ملايين شخص “انعداما حادّا في الأمن الغذائي”، وكذلك بالنسبة الى 3,5 مليون شخص في كينيا، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ونفق ما لا يقل عن ثلاثة ملايين رأس من الماشية، ونزح نحو مليون شخص من منازلهم في المنطقة بسبب نقص المياه والمراعي.
وصرح ممثل برنامج الأغذية العالمي لدى الإتحاد الإفريقي شيميمبا ديفيد فيري خلال مؤتمر صحافي في جنيف “علينا التحرّك الآن (…) إذا أردنا تجنّب كارثة إنسانية”.
وتطور الوضع وزاد سوءًا جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط وتعطيل سلاسل التوريد، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button