كشفت التطورات التي يعيشها حزب الاستقلال أن أزمة تعديلات النظام الأساسي تشير إلى خلافات عميقة داخل قيادة الحزب، تحديدا بين الأمين العام نزار بركة والقيادي القوي حمدي ولد الرشيد.
تواصلت الأزمة التنظيمية داخل حزب الاستقلال بشأن التعديلات المرتقب إدخالها على النظام الأساسي للحزب. وبدت أزمة الحزب في البداية أنها خلاف بين برلمانيي الحزب وأعضاء اللجنة التنفيذية.
وعرف الحزب انقساما بين مؤيدي إلغاء عضوية البرلمانيين ومفتشي الحزب ومسؤولي الروابط المهنية بالصفة في المجلس الوطني وإحداث منصب نائب الأمين العام ومنحه عددا من الصلاحيات التي توازي صلاحيات الأمين العام، وبين من يرغبون في الإبقاء على عضوية البرلمانيين ومسؤولي الروابط المهنية في المجلس الوطني وتقوية موقع الأمين العام للحزب نزار بركة في مواجهة أنصار حمدي ولد الرشيد.
وعقدت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال اجتماعها الأسبوعي برئاسة نزار بركة الأمين العام للحزب يوم الجمعة 17 يونيو 2022 بالمركز العام للحزب، خصصت للتداول حول المؤتمر الاستثنائي، والاستحقاقات التنظيمية للحزب.
وبعد الاستماع للعرض الذي تقدم به الأمين العام، “وبعد مناقشات مستفيضة وعميقة، تميزت بحس عال من المسؤولية، والصراحة والمكاشفة والغيرة على الحزب، والتي تمحورت حول مخرجات الخلوة الدراسية التي عقدتها اللجنة التنفيذية للحزب بالهرهورة وما تلاها من ردود أفعال”، وفق بيان اللجنة التنفيذية للحزب التي خلصت إلى “أن قيادة الحزب وهي تستشعر دقة هذه المرحلة، تؤكد وحدتها وتراصها خلف الأخ الأمين العام ، وهو ما ميز عملها طيلة الخمسة أعوام الماضية، والاشتغال يدا في يد من أجل المصلحة العليا للحزب، و العمل جميعا من أجل تقوية الحزب، وتثمين المكتسبات التي تحققت منذ المؤتمر السابع عشر”.
كما دعت جميع الاستقلاليات والاستقلاليين إلى رص الصفوف ولم الشمل والحفاظ على تماسك البيت الداخلي وتقويته، والالتفاف حول مبادئ الحزب ومؤسساته.
و”قررت اللجنة التنفيذية بإجماع أعضاءها عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب يوم السبت 6 غشت 2022، سيخصص لمراجعة بعض مواد النظام الأساسي للحزب، وذلك وفق القوانين الجاري بها العمل” وفق نفس المصدر.
وظهر من كل ما سبق اجتماع اللجنة التنفيذية، خلوة الهرهورة،
ودخول تنظيمات الحزب على خط هذه الأزمة، كرابطة الاقتصاديين الاستقلاليين التي أعلنت دعمها الكامل للبركة، رفقة الرابطة الوطنية للصحافيين الاستقلاليين، والشبيبة التي ستعقد اجتماعا، مساء يومه الأحد، والإجتماع المنتظر لنزار البركة مع برلمانيي الحزب يوم الإثنين القادم، وغيرها من التحركات والتطورات، تفيد كلها على أن الحزب أضحى عبارة عن طنجرة مضغوطة يمكن أن تنفجر في كل لحظة، وأشارت كذلك مصادر استقلالية إلى احتمال أن يفضي تطور الوضع إلى خروج الحزب من الحكومة وعودته لصفوف المعارضة..
والأكيد فقط، أن كل الإحتمالات واردة.