الغرب يتوقع حربا طويلة وزيلينسكي.. سيكون البحر أوكرانيّا
تشدد التوقعات الغربية على أن الحرب الأوكرانية الروسية قد تطول، ما يفرض وحدة الدفاع عن أوروبا من الغزو الروسي الذي يتقدم نحو عمق الأراضي الأوكرانية، رغبة في إحكام السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك، أولا.
وتطرح هذه التوقعات العديد من السيناريوهات التي لا تحير فقط الأوروبيين وإنما الأمريكيين أيضا، نظرا لما تحتاجه الحرب إذا ما استعرت في شرق أوروبا، بالنظر إلى ضغط التراجع الاقتصادي العالمي وشلل الحركة الاقتصادية في العديد من دول العالم، ما ينذر بمستقبل دولي مكهرب إن لم نقل متأزم.
تؤكد هذه السيناريوهات توقعات العديد من التقارير الدولية الرفيعة التي اهتمت بمخلفات الحرب على الدورة الاقتصادية العالمية وخطورة المجاعة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من العديد من الدول في أفريقيا وبعض الدول العربية وأمريكا اللاتتينية.
وكانت صحيفة”واشنطن بوست” نقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، فضل عدم الكشف عن هويته، أن مسؤولي إدارة الرئيس، جو بايدن، ناقشوا احتمال نشوب صراع طويل الأمد مع تداعيات عالمية حتى قبل بداية الغزو في فبراير، مع بدء التحركات الروسية على الحدود”.
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن إدارة “بايدن” تأمل أن تعمل الأسلحة الجديدة وموجات العقوبات المتتالية والعزلة الدبلوماسية لروسيا على إحداث فارق في المعركة، والوصول إلى نتيجة تفاوضية تنهي الحرب.
وفي نفس السياق، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، اليوم الأحد، إنه “يجب أن نستعد لحقيقة أن الأمر قد يستغرق سنوات”. بينما ردد رئيس الوزراء البريطاني،”بوريس جونسون”على تعليقات ستولتنبرغ، وقال: “أخشى أننا بحاجة إلى تجهيز أنفسنا لحرب طويلة”، مضيفا أنه من الضروري “تكريس الوقت لصالح أوكرانيا”.
وفي السياق ذاته، قال القائد الجديد للجيش البريطاني إن على القوات البريطانية الاستعداد “للقتال في أوروبا مرة أخرى”. وقال الجنرال، باتريك ساندرز: “هناك الآن ضرورة ملحة لتشكيل جيش قادر على القتال إلى جانب حلفائنا وهزيمة روسيا في المعركة”.
و قالت صحيفة “الغارديان”. كانت أوكرانيا دعت مرارا وتكرارا إلى الحصول على أسلحة غربية حتى تتمكن من محاولة صد الغزاة الروس، لكن ما تم تقديمه حتى الآن، حتى من الولايات المتحدة وبريطانيا أقل مما طلبته كييف بكثير”.
وترى نفس الصحيفة، أن التصريحات الصادرة من القادرة الغربيين، تشير إلى أن أوكرانيا لا تستطيع تحقيق “اختراق عسكري سريع” رغم الوصول المتوقع لأسلحة جديدة متطورة، في الوقت الذي لا يزال فيه المسؤولون في كييف يؤكدون ضرورة المساعدة السريعة.
ولا تزال القوات الأوكرانية في مواقع دفاعية في منطقة دونباس الشرقية، حيث يستمر القتال في سيفيرودونيتسك، لكن روسيا تحشد المزيد من قوات الاحتياط في محاولة للسيطرة الكاملة على المدينة بعد أسابيع من القتال.
وفي تصريحات لصحيفة “بيلد آم زونتاج” الألمانية الصادرة، اليوم الأحد، قال ستولتنبرغ:” يجب أن نعد أنفسنا لحقيقة أنها (الحرب) قد تستمر لسنوات”، وأضاف أنه لهذا السبب لا ينبغي التراخي في دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وأعرب ستولتنبرغ عن اعتقاده بأن تكاليف استمرار الحرب مرتفعة نظرا لأن المساعدات العسكرية باهظة الكلفة ولارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، لكنه رأى أن هذا لا يمكن مقارنته بالثمن الذي تدفعه أوكرانيا كل يوم من حياة العديد من الناس.
وحذر ستولتنبرغ من أنه في حال عدم مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل حاسم “فإننا سندفع ثمنا أعلى بكثير”.
وتوقع ستولتنبرغ أن تتمكن أوكرانيا من طرد القوات الروسية مرة أخرى من منطقة دونباس بمساعدة المزيد من شحنات الأسلحة القادمة من الغرب، مردفا: “الأوكرانيون يدافعون عن أنفسهم بشجاعة في مواجهة الغزاة الروس”.
وفي مقابلة نشرتها هذا الأسبوع مجلة “ناشونال ديفانس ماغازين” الأميركية المتخصصة، أقر الجنرال فولوديمير كاربينكو، رئيس الخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني، بأن كييف فقدت حوالى 50 في المئة من أسلحتها، بحسب ما نقلت “فرانس برس”.
وفي زيارة نادرة خارج كييف حيث يتحصن منذ بداية الصراع، ذهب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي إلى مدينة ميكولايف المطلة على البحر الأسود حيث تفقد القوات المتمركزة في مكان قريب، وفي منطقة أوديسا المجاورة.
وقال في مقطع فيديو عبر تلغرام لدى عودته إلى كييف “لن نمنح الجنوب لأحد وسنستعيد كل شيء وسيكون البحر أوكرانيّا”.