بسبب عزلتها إفريقا وعربيا، وفي خطوة تعكس هذه العزلة التي يعيشها النظام العسكري الجزائري، بسبب النجاحات التي تراكمها سنة بعد أخرى مناورات “الأسد الإفريقي”، نظم الجيش الجزائري أول أمس الإثنين، على مشارف الحدود المغربية، تمرينا عسكريا بالذخيرة الحية بالقطاع العملياتي الجنوبي في تندوف، أشرف عليه قائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة.
ورغم محاولات تبرير تنظيم هذا التمرين العسكري التكتيكي، بحرصها على متابعة مدى تنفيذ البرنامج التحضير القتالي لسنة 2021/2022 على مستوى الوحدات الكبرى للجيش الجزائري في النواحي العسكرية 6، الا أن الباعث وراء هذا التحرك العسكري، هو محاولة الرد على مناورات “الأسد الإفريقي 2022” التي تُجرى في المغرب، وجزء منها ستحتضنه منطقة المحبس التي تقع على مقربة من تندوف.
وما يغيض النظام العسكري الجزائري، هو أن مناورات “الأسد الافريقي” لهذه السنة، تعد هي الأضخم من نوعها، حيث تعرف مشاركة 18 دولة، إلى جانب مراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة من إفريقيا والعالم، وهو ما لم يستسغه كابرانات نظام السعيد شنقريحة، فضلا عن كون احتضان منطقة “المحبس” لهذه المناورات هو اعتراف وإقرار دولي بسيادة المغرب على كافة أقاليمه الجنوبية.
وباتت مناورات “الأسد الافريقي” تمرينا سنويا يغيب النوم من عيون كابرانات النظام العسكري الجزائري، حيث أصبح يلملم جراحه لإنقاذ سمعة جيشه، خاصة بعد انعزال الجزائر إقليميًا وتراجع أرصدة قواتها العسكرية في المنطقة، في مقابل مراكمة مناورات “الأسد الافريقي” لنجاحات باهرة، سنة بعد أخرى، بفضل الشراكة الاستراتيجية النوعية بين الرباط وواشنطن، خاصة بعد الاتفاقيات الإستراتيجية المهمة التي أبرمها الجانبان من أجل خلق جبهة دفاع إستراتيجي وأمني للدفاع المشترك على مستوى الساحل والصحراء.
هذه الشراكة الاستراتيجية أثنى عليها،أول أمس الاثنين، الجنرال أندرو، حينما أكد أن ” مناورات الأسد الافريقي لهذه السنة تمثل أضخم تدريب عسكري أمريكي يتم تنظيمه بالقارة الإفريقية”.
وأكد في افتتاح المناورات، أن ” الولايات المتحدة تراهن على المغرب كشريك إستراتيجي في القارة الإفريقية متعهدا بتطوير برامج مناورات الأسد الإفريقي حتى تواكب تحديات العصر”.