عصرنة قطاعات الري بسهل الكارت بإقليم الناظور + فيديو
قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بزيارة ميدانية لإقليمي بركان والناضور بجهة الشرق. وكان مرفوقا بعامل إقليم الناضور علي خليل، ورئيس الغرفة الفلاحية الجهوية لجهة الشرق ميمون أوسار، والمهنيين والمنتخبين ووفد كبير من مسؤولي الوزارة.
همت الزيارة إطلاق مشاريع في إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر وكذا إطلاق مشاريع في إطار التدخلات الاستعجالية والبنيوية على مستوى الحوض المائي لملوية من أجل مواجهة نقص المياه عقب الجفاف الشديد الذي تعرضت له هذه المنطقة هذا العام. يهم هذا المكون الأخير بشكل خاص تأمين تزويد مياه الشرب في أقاليم بركان والناظور والدريوش.
وأعطى الوزير بالجماعة الترابية ولاد ستوت، الانطلاقة لمشروع عصرنة قطاعات الري بسهل الكارت. باستثمار إجمالي يقدر ب 1,1 مليار درهم، يهدف هذا المشروع إلى تحويل 13.300 هكتار من نظام الري بالرش إلى نظام الري بالتنقيط، وذلك لفائدة 3325 فلاحا بالجماعات الترابية تيزطوطين وبني وكيل أولاد محند.
يرتقب أن يكون للمشروع آثار جد إيجابية من حيث اقتصاد مياه السقي وتحسين جودة خدمة الماء، والرفع من تثمين مياه السقي ومن المردودية وكذا تحسين دخل الفلاحين وخلق فرص الشغل.
في هذا الإطار، أعطى الوزير انطلاقة أشغال المكون الأول الذي يهم بناء صهريجين للترسيب والموازنة والتخزين. باستثمار يقدر ب 125 مليون درهم، ستأمن هذه الصهاريج وتقوي التزود بماء الري لسقي سهل الكارت وتخلص مياه السقي من الترسبات وتوفر ظروفا ملائمة للضخ وموازنة الصبيب لتمكين السقي تحت الطلب.
ومن بين الأهداف الكبرى للمشروع، تحسين خدمات الماء (التوزيع حسب الطلب المقنن عوض الدورة المائية المطبقة حاليا)، وضبط أفضل للكميات الموزعة، واستعمال أكثر نجاعة وفعالية للماء عبر تقنية الري الموضعي، والتثمين الأمثل لمياه الري والرفع من الإنتاجية الفلاحية، وكذا إشراك أكبر لمستعملي مياه الري في التدبير الجماعي لعملية السقي.
ومن أبرز الآثار المرتقبة للمشروع، تحقيق اقتصاد بنسبة تتراوح ما بين 30% و40% في مياه الري وهو ما سيترتب عنه توفير كميات تصل إلى 28 مليون متر مكعب في السنة. إضافة إلى رفع معدل المردودية من 20 إلى 50 في المائة، ومضاعفة القيمة المضافة، وتحسين تثمين المياه، وخدمة المياه الفردية عند الطلب، وفوترة رسوم المياه بشكل فردي حسب الكميات المستهلكة.
تأثر القطاع الفلاحي بالناظور كثيرا هذا الموسم،بسبب التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وتأثير ظاهرة تأخر الفصول، وما أَضحى يعانيه سهل كرت من جفاف، بسبب قلة التساقطات، وتراجع مصادر المياه.
وأحصى الفلاحون خسائر بعد في موسم فلاحي جاف بالمنطقة، وتعاني ضيعات فلاحية مع غياب حلول لجمع مياه الأمطار، أو مياه حوفة أقل ملوحة
وقامت الوزارة الوصية لقلة المياه، بإعداد برنامج استعجالي لتدارك النقص الحاصل في مياه الشرب والسقي بالجهة الشرقية، والناظور خاصة، ولتأمين تزويد المنطقة بالماء، رصدت الدولة غلافا ماليا يناهز مليار و500 مليون درهم لهذا الغرض بالجهة. والبرنامج الاستعجالي الذي تم تقديمه خلال انعقاد دورة المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لملوية برسم 2021، من بين أهم ما ضمه، إعداد دراسة جدوى لإنجاز محطة تحلية لمياه البحر بالناظور، وكذا إنجاز الشطر الأول من السدود الصغرى والتلية والتي يبلغ عددها 11 سدا، ثم إنجاز دراسات قياس أعماق مخزون السدود بحوض ملوية. ومن ضمن عمليات البرنامج الاستعجالي المذكور، استغلال ما تبقى من المياه التي في السدود لتلبية الحاجيات الأساسية من الماء الشروب، وأشغال البحث عن المياه الجوفية لتقوية التزويد بها بكل من وجدة، تاوريرت وجرسيف، ناهيك عن استغلال ستة أثقاب بصبيب إجمالي يبلغ 165 ل/ث لتزويد عاصمة الشرق والمناطق التابعة لها بالماء الصالح للشرب.
وتبقى الإشارة إلى استياء رجال الإعلام من عدم السماح لهم بحضور دورات المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لملوية.