الفنانة الطبيبة “مزكلدي” تعالج آلآلام الإنسانية في ليلة الاحتفاء بالمتاحف والأروقة الفنية + فيديو
هل هناك علاقة بين الفن والطب؟
نعم… فالعلاقة وثيقة بين الفن والفنان والطب أيضا.
نعم عادت مع الطبيبة الفنانة إيمان مزكلدي التي احتفلت بها وزارة الثقافة في جهة الشرق، بتنظيم معرضها الفني برواق الفنون من 25 يونيو إلى 15 يوليوز ، في إطار الدورة الأولى لليلة المتاحف والأروقة الفنية من الليلة الفنية بكل من مدن وجدة، مكناس، فاس، آسفي، تطوان، مراكش، طنجة، الدارالبيضاء والرباط
وتألقت ريشة الفنانة مزكلدي وأنتجت لوحات تشكيلية احترافية نالت إعجاب النقاد والفنانين في داخل المغرب وخارجه، ولوحاتها فن وإبداع أثرت به الساحة الثقافية المغربية، وإنتاجها الفني مدخل مناسب لاستقراء مشهد الفنون التشكيلية.
جاءت موهبتها ربانية أسفرت عن هذا العطاء وليس كدراسة أكاديمية نظرا لتفرغها لمهنة الطب، وأن إحساسها كطبيبة فنانة بملامسة الأشياء وبريق العناصر وطبيعة الخامات، وكذلك الإحاطة بقوانين التكوين وعلم التحاليل الطبية والمنظور، أتاح لها أن تعبر بطلاقة عن العالم من حولها، وهذا ما يؤكد لنا أن الإرتباط وثيق بين الفن والطب، فكلاهما عمل يمس حياة الناس ومشاعرهم، فإذا كان الطبيب يعالج الآم الناس ومعاناتهم فإن الفنان يعالج الآم الإنسانية ومعاناتها.
وفي نفس السياق، أقيم في العاصمة الاسكتلندية إدنبرة معرض للوحات التشريح الخاصة بالرسام ليوراندو دافنشي في غشت من عام 2013، حيث يعود تاريخ اللوحة إلى 500 عام، وعرضت إلى جانبها صور طبية معاصرة لإظهار مدى الدقة الخارقة للوحة التي رسمها الفنان الإيطالي والتي توضح التفاصيل الدقيقة لجسم الإنسان.
هناك أمثلة كثيرة في أعمال دافنشي تجسد ثورة العلوم في الطب والفنون كما في لوحاته: ميدوسا، البشارة، سيدة القوافل، عذراء الصخور، سيدة القرنفل، العشاء الأخير.
وساهمت الفنون الإسلامية بقوة في خدمة العديدة من العلوم بإنجازات الصورة التوضيحية، للكتب العلمية، وإنتاج العديد من الأدوات التي تعتبر نتاجا تطبيقيا لإنجازات تلك العلوم، والثابت أن علوم الطب احتلت المكانة الأولى بين تلك العلوم التي خدمتها الفنون الإسلامية.
ولم يعد التشكيل فنا يمارسه الفنان فحسب، بل اعتبر في الآونة الأخيرة علاجا له علاقة بالطب البديل، للكثير من الأمراض النفسية والعصبية التي يتعرض لها الإنسان عبر مراحل حياته.
ويستخدم الرسم في علاج حالات معينة مثل مرض الاكتئاب أو التوتر، حيث ثبت أن لجوء المريض للرسم يساعده على إخراج ما في داخله من توترات وقلق، ويعيده للواقع الذي يرفضه.
ووجب الإستفادة من الفنون في النواحي الصحية والعلاجية وإعداد الكوادر المتخصصة في هذا المجال، وإضافة اللمسات الفنية والثقافية للسياسات والبرامج الصحية. وفتح الآفاق للاستفادة من الفنون لتحقيق الهدف الذي نسعى جميعا لتحقيقه وهو ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، وهذه هو الهدف الثالث من الأهداف العلمية للتنمية المستدامة، التي نلتزم جميعا بالعمل على تحقيقها.
والفنون الطبية هي فنون يغوص فيها الإنسان داخل أعماقه، ويستخدم فيها العديد من الأساليب التكنولوجية الحيوية وهي المنطقة التي طالما وقعت بين التحليل والتحريم.
لقد امتلأت كتب العلوم التطبيقية كالطب والصيدلة والكيمياء بالرسومات الرائعة لتنقل لينا ما يحدث في أجسادنا من عمليات حيوية، وهي أحد أهم طرق التعليم والدراسة المشروعة والتي لا تخلو من مشاهد الجمال والتعجب… ومن الكهوف إلى صالات عرض فنون ما بعد الحداثة، انتقل هذا النوع من الفنون وتطور ليؤكد العلاقة الطردية ما بين الفنون والعلوم التطبيقية ليتبين للعالم روعة خلق الخالق في جسم المخلوق. والفن أقدم من التاريخ والعلم أقدم من الإنسان نفسه.
من الكهوف إلى الدراسات التشريحية لان سينا وليوناردو دافنشي وأندريه فيزاليس إلى رسم البورتريه والمناظر الطبيعية والتكعيبية والسوريالية إلى الفنون البيولوجية في الوقت الحاضر… فهل عادت رسوم الحياة مرة أخرى؟.
وصف ودراسة بعض الجوانب التشكيلية لمجموعة من اللوحات الفنية للدكتورة من خلال الخطوط والألوان والأشكال والتغلغل داخل اللوحات التي تمثل الزمان والمكان والذاكرة والأماني والأحلام في تجربة..تُظهر أنها خلقت تجربتها الفنية الشخصة التي لم تتأثر تجارب فنية أخرى، وهو اللافت في لمستها الإبداعية الزاخرة بلوحات متعددة المواضيع تنطق جمالاً.